لا يكون رجحان فى احد الطرفين وهو الشك ، واما ان يكون ، والثانى اما ان لا يصل الى حد الجزم وهو الظن فى جانب الراجح والوهم فى جانب المرجوح ، واما ان يصل إليه ، والثانى اما بلا مطابقة للواقع وهو الجهل المركب ، او مع المطابقة له ، والثانى اما ان يحصل بلا برهان وهو التقليد ، واما مع البرهان وهو العلم الخاص المسمى باليقين.
قوله : فان الكيفيات الوجدانية الخ ـ هذا مردود بان الكيفيات الوجدانية ظاهرة بمصاديقها وافرادها لا بمفاهيمها وماهياتها ، وذلك لا يفيد الاحاطة بماهياتها بل الامتياز عما عداها كما ان انسانا لو عرف زيدا وميزه عن عمرو وعن شخص حجر او شجر لا يفيده ذلك الا الامتياز لا العلم بحقيقته وماهيته ، ولو كان كون الشيء وجدانيا مفيدا للعلم بماهيته وموجبا لصيرورته بديهيا عند النفس لما اختلف العقلاء فى ماهيات كثير من الوجدانيات والعلم منها.
قوله : ولان غير العلم الخ ـ هذا أيضا مردود بان غير العلم يعلم بصورة شخصية من العلم وهى لا يعلم بغير العلم حتى يلزم الدور بل المعلوم بغير العلم هو كلى العلم وماهيته كما ذكر فى اوّل المبحث ان العلم هو حصول صورة الشيء فى الذهن.
قوله : وكلاهما غير مانعين ـ هذا حق لو اخذ التعريفان للعلم بالمعنى الاخص واما لو اخذا للعلم بالمعنى الاعم فلا بل يكونان غير جامعين ، اللهم الا ان يراد الاعم الخارج منه الظن.
المسألة الثالثة عشرة
( فى ان العلم هو الصورة الحاصلة فى الذهن ذات الاضافة لا غيرها )
قول الشارح : على ما تقدم ـ فى المسألة العاشرة من الفصل الثانى من المقصد الاول عند قول المصنف : والاتحاد محال.
قوله : جعل العلم امرا وراء الصورة ـ اى جعله صفة ذات الاضافة غير الصورة