الباء الصادر من الألف.
قوله : وصفاته الكلية ـ عطف على كسوفا اى وعقلت صفاته الكلية من جهة اسبابها.
قوله : نوعا مجموعا فى شخصه ـ اى نوعا حاصلا مجتمعا مع نوع غيره فى شخص الكسوف مثلا.
قوله : كان العلم به كليا ـ اى كان العلم به على الوجه الكلى لا ان العلم نفسه كلى.
بيان ذلك ان الشخص الموجود مجمع للكليات الذاتية والعرضية مع التشخص والوحدة ، فتارة يتعلق به الاحساس فيدرك عرض من اعراضه او يدرك كلى من كلياته بتجريده عما احتفّ به او يحكم بوجوده باحساس وامثاله او يستدل عليه باثر من آثاره او يستدل على حيثية من حيثياته باثر مناسب لتلك الحيثية ، وكل من هذه الادراكات ناقص بالنسبة الى ذلك الموجود يغيب كل عن الاخر فانك اذا احسست بياض الجسم مثلا لا يمكنك فى هذا المقام ان تتعقل طبيعة البياض ولا طبيعة الجسم واذا تعقلت ذلك لا يمكنك فى مقام التعقل ان تحكم بوجوده فى الخارج ومتعلقات وجوده ، ومع ذلك لا يمكنك ان تدرك هذه الامور بالكنه ولا ان توقن بها كما توقن بذاتك ، وأيضا لست تدرك الشخص بحقيقته اى لا تدرك حقيقة الوجود بل مفهومه المحمول عليه وعلى غيره ، هذا حال علمنا وادراكنا للاشياء.
واما الّذي يدرك الاشياء بالاحاطة بعللها المتصلة إليه فهو يدرك كل موجود بحقيقته ويدرك كل كلى حاصل فيه بحقيقته وذاته لا يغيب عنه حيثية من حيثياته بل كلها بحقائقها حاضرة عنده حاصلة لديه ، وكذا حال ما هو علة له او معلول له فيعلم الروابط الحاصلة بين العلل والمعلولات ولا يعزب عن عمله مثقال ذرة فى الارض ولا فى السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا فى كتاب مبين ، وهذا اشرف انحاء الادراك واعلاها وهو اللائق بالذى تنزه عن مجانسه المخلوقات ، وهذا هو العلم بالجزئى على الوجه الكلى فهو العلم بحقيقة كل كلى فى ضمن الجزئى بسبب العلم