بعلتها ، وهذا العلم لا ينفك عن العلم بارتباط كل حقيقة مع ما معها فيحصل العلم بالحقائق المجتمعة التى حصل منها شخص جزئى فيعلم الجزئى على ذلك النحو الاشرف.
ان قلت : مع ذلك كله انه ليس علما بالجزئى بل هو علم بالكليات المجتمعة ، قلت : انه علم بالجزئى وليس احساسا به وانك متوقع له فى حق خالقك كما هو هكذا فى حقك ، وقد علمت انه تعالى منزه عن ذلك لان الاحساس يحوج المحس الى الآلات فافهم.
قوله : له معلول كلى ـ هكذا فى النسخ ، ولكن لفظ له زائد من اقلام الناسخين.
المسألة العشرون
( فى تفسير العقل )
قول المصنف : والعقل غريزة الخ ـ لا شبهة فى ان فى الانسان حقيقة يمتاز بها عن سائر الحيوانات وهى مناط التكاليف الشرعية عليه وهى مسماة بالعقل ، واختلفوا فى ماهيته فقالت المعتزلة هو ما يدرك به حسن الحسن وقبح القبيح ، وقال ابو الحسن الاشعرى هو العلم ببعض الضروريات وهذا شأن العقل بالملكة ويأتى ذكره ، وقال القاضى ابو بكر الباقلانى هو العلم بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات فى مجارى العادات ، واما الحكماء فلم يفسروه بهذه التفاسير بل عدوا للنفس الناطقة باعتبار كل من العلم والعمل مراتب اربع سموا كل مرتبة عقلا وسيأتى عن قريب بيانه.
واما المصنف ففسر العقل بانه غريزة الخ ، والغريزة فى اصل اللغة بمعنى الثابتة فى الارض يقال غرزت الشيء اى اثبته فى الارض ، وفى العرف هى الطبيعة الثابتة فى الانسان التى جبل عليها ، والمراد بالآلات هى الحواس الظاهرة والباطنة ، والمراد بسلامتها كونها بحيث اذا وجد عندها محسوس ادركته ، ففاقد الحس والنائم ومن لحسه