مانع عن الادراك ليسوا بسالمى الآلات مع انهم عاقلون ، فهذا القيد يخصص الملزومية لا نفس العقل ، فالعقل غريزة ملزومة للعلم بالضروريات لا مطلقا بل عند سلامة الآلات فيمكن ان يكون الانسان عاقلا كهؤلاء المذكورين ولا يكون عالما ببعض الضروريات لفقدان شرط اللزوم وهو عدم سلامة بعض حواسه ، فلذا قيل من فقد حسا فقد فقد علما
قول الشارح : لامتناع انفكاك احدهما عن الاخر ـ يعنى لامتناع انفكاك العقل الّذي هو تلك الغريزة الملزومة عن العلم بوجوب الواجبات واستحالة المستحيلات فهما متلازمان ولا بأس بان يفسر احدهما بالآخر ، واما هذا العلم والعلم بالضروريات الّذي اخذ فى تعريف المصنف فواحد لان الضرورة اذا تضاف الى الوجود فهى الوجوب واذا تضاف الى العدم فهى الاستحالة والامتناع.
قوله : وهو ضعيف لعدم الملازمة بين التلازم والاتحاد ـ يعنى تلازم العقل والعلم لا يصحح ان يفسر احدهما بالآخر لان الاتحاد بين المفسر والمفسر به واجب والتلازم بين الشيئين لا يلازم الاتحاد بينهما.
قوله : سبق البحث فيهما ـ فى المسألة الاولى من الفصل الرابع.
قوله : اما القوى النفسانية فيقال الخ ـ اعلم ان النفس الانسانية فى بدو فطرتها خالية عن العلم والعمل ولكن لها استعداد لهما ولا وقوف لاستكمالها فيهما بل كلما اعتلت الى مرتبة فلها ان ترتقى منها الى مرتبة اخرى وقلما تصل نفس الى اقصى مراتب الكمال فيهما بل لا يمكن للنفوس فى هذه النشأة الداثرة ذلك الا عباد الله المخلصين ، وسميت النفس باعتبار مراتبها الاستكمالية فى العلم عقلا علميا وفى العمل عقلا عمليا : ووضعوا لكل مرتبة اجمالية من العقل العلمى اسما ولا احصاء منا للمراتب التفصيلية.
ومراتب العقل العلمى اربع :
الاولى مرتبة العقل الهيولائى وهى مرتبة الاستعداد المحض لحصول العلوم الضرورية شيئا فشيئا ، سميت به تشبيها لها بالهيولى الاولى التى هى قوة محضة و