اثرا واحدا فى غيرها ، واما البرهان فان تأثيرها فى المفارقات ممتنع ، وفى الطبائع الحالة فيها ممتنع لان الجسم من حيث هو هو قابل لتلك الطبائع والقابل للشىء لا يكون فاعلا له ، وفى النفوس المتعلقة بها أيضا ممتنع لذلك ان كانت النفس نباتية او حيوانية ، واما النفوس الانسانية فلو كانت متأثرة من الجسم من حيث هو هو لكنا شاعرين بذلك التأثير دائما ، وتأثير الاجسام من حيث هى اجسام بعضها فى بعض أيضا ممتنع لان ذلك البعض الّذي فيه التأثير اما ان يكون خاليا من ذلك الاثر وهذا خلف اذ المفروض ان كل جسم له ذلك الاثر واما ان لا يكون خاليا منه والتأثير حينئذ ممتنع اذ المتأثر باثر لا بدّ ان يكون خاليا من ذلك الاثر ، فالجسم من حيث هو هو غير مؤثر فى غيره ، وانما الاجسام يؤثر بعضها فى بعضها تأثيرا مختلفا باعتبار الصور والاعراض اللاحقة بها.
ثم التأثير فى الغير له مبدأ فى المؤثر يسمى ذلك المبدأ بالصفة المؤثرة والقوة ، وهى باعتبار مقارنة الشعور وعدمها وباعتبار وحدة الاثر او تعدده نوعا تنقسم الى أربعة اقسام ، احدها يسمى بالقدرة وهى القوة التى تكون مبدءا لافعال متعددة نوعا مقارنة للشعور كما فى الشرح.
قوله : اما ان يتشابه به التأثير او يختلف ـ اى اما ان يتحد الاثر نوعا او يتعدد نوعا ، والاول صادر من القوة الفلكية والقوة الطبيعية ، والثانى صادر من القوة الحيوانية والقوة النباتية.
قوله : وتسمى النفس النباتية ـ لا وجه للعدول من القوة الى النفس ، وان كانت النفس النباتية والقوة النباتية واحدة والتغاير بينهما بالاعتبار.
قوله : اما نسبته الى الفاعل فجاز ان تكون معللة ـ اى اما امكان الفعل الّذي ليس بحسب ذاته مجعولا ومعللا بل واجب فجاز ان يكون بالنسبة الى الفاعل معللا لان فى الامكان بحسب الذات ينظر الى الذات من حيث هى هى ، واما فيما نحن فيه فينظر الى ذات الفعل من حيث صدوره عن الفاعل ، فاذا اجتمعت فى الفاعل شرائط بحيث يتساوى الصدور واللاصدور ولم يتوقف احدهما الا على اختيار القادر