( الثالث من الاعراض التسعة المضاف )
قول الشارح : وهو قسيم مقابل لما تقدم من المقولات ـ جعل الشارح العلامة المقولات العشر على قسمين : النسبية وغير النسبية ، والثانى قد مضى بحثه واحكامه من اوّل المقصد الثانى الى هنا ، والاول يبحث عنه من هنا الى آخر المقصد ، وانما جعله فى مسائل متوالية مع انه سبع من المقولات لقلة مباحثها واشتراكها فى كونها امورا نسبية ، ولا يخفى ان الاولى منها اى المضاف نفس النسبة والاضافة والبواقى كل منها باعتبار نسبة لا تنفك عنه.
ان قلت : لو اقتضى عروض النسبة على الشيء عدّه من الامور النسبية فليعدّ الجوهر والكم والكيف أيضا منها لعروضها عليها كما يأتى فى كلام المصنف : انها تعرض للموجودات اجمع ، قلت : ان الفارق ان هذه السبع تكون النسبة جزء مفهومها بخلاف الجوهر والكم والكيف وان كان كل منها معروضا للاضافة بحسب الوجود.
ثم ان الفرق بين النسبة والاضافة هو العموم والخصوص فان الاضافة هى النسبة المتكررة بمعنى انها اذا عقلت فانما عقلت مع نسبة اخرى تقابلها وبالعكس.
بيان ذلك ان شيئا وشيئا آخر اذا كان بينهما علاقة فاذا عقلا باعتبار تلك العلاقة يقال لهما المنتسبان ولتلك العلاقة النسبة كالامكان بين الماهية والوجود والاتصاف بين الجسم والشكل واللزوم بين النار والحرارة مثلا ، فاذا كان احدهما اصلا فى تلك العلاقة والاخر تابعا يقال له المنسوب إليه وللآخر المنسوب ينسب هذا الى ذاك لا بالعكس كما يقال : رأس الانسان ولا يقال انسان الرأس ، ويقال جناح الطائر ولا يقال طائر الجناح ، ويقال شكل الجسم ولا يقال جسم الشكل ، ويقال وجود الماهية ولا يقال ماهية الوجود ، ويقال حرارة النار ولا يقال نار الحرارة ، وفى هذا القسم لا تكون النسبة متكررة منعكسة بحيث يكون للمنسوب إليه أيضا