الاخوة عرضا واحدا قائما بالطرفين لما امكن حملها على كل منهما على حدته بل كان من الواجب ان تحمل عليهما معا ويقال : هما اخ ، كما تحمل التركيب على امور متعددة وتقول : هذا مركب مشيرا الى عدة امور مجتمعة لانه عرض واحد للمجموع من حيث هو مجموع.
قول الشارح : هيئة مدركة ـ اى قوة بها يدرك العاشق ما فى المعشوق من الكمالات ، والعشق محبة مفرطة بحيث لا يبالى المحب بشيء فى طريق وصوله الى محبوبه.
قوله : وفى المعشوق هيئة ـ اى حسن او جمال او كمال ، والعشق الحقيقى الّذي ليس فوقه عشق ولا شيء هو العشق بمن هو منبع الكمال كله وعين الكمال وهو الحق تعالى الّذي قال فيه اكمل الممكنات : لا اثنى ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك.
المسألة الخامسة
( فى الرابع من الاعراض التسعة وهو الاين )
قول الشارح : وهو نسبة الشيء الى مكانه بالحصول فيه ـ اعلم انك اذا قلت : الجسم متمكن او فى المكان فههنا جسم له وجود ومكان له وجود ونسبة بين الجسم والمكان كسائر النسب بين القضايا ، وان شئت فعبر عن هذه النسبة بكون الجسم فى المكان او كون المكان للجسم كما تعبر عن النسبة فى قولك : زيد قائم كون زيد قائما او كون القيام لزيد ، وهذه النسبة التى هى عبارة عن الكون الرابط هى ذلك الوجود للغير الّذي مر بيانه فى المسألة الثانية والعشرين والمسألة الثانية والاربعين من الفصل الاول من المقصد الاول ، فلذلك المتكلمون يسمون الاين بالكون لان الاين هو النسبة والكون الرابط بين الموضوع والمحمول اذا كان المحمول متمكن او فى المكان ، ومعلوم ان هذا الكون غير الموضوع وغير المحمول وغير وجود الموضوع وغير وجود المحمول ، لكن التغاير بينه وبين الاخير بالاعتبار كما مر