بيانه فى تلك المسألة ،
ثم ان المتكلمين يعترفون بوجود الاين وان انكروا وجود سائر الاعراض النسبية فتدبر.
قول المصنف : وانواعه أربعة ـ وجه الحصر فى الاربعة ان يقال : ان حصول الجسم فى المكان اما ان يقاس الى حصول جسم آخر أو لا ، وعلى الاول اما ان يتوسطهما ثالث وهو الافتراق أو لا وهو الاجتماع ، وعلى الثانى اما ان يكون حصول الجسم فى المكان بان يكون فى مكان واحد فى رمان ما وهو السكون أو لا وهو الحركة ، ولا يخفى ان الحركة المذكورة فى هذا التقسيم كما فى تعريف المتكلمين على ما يأتى هى الحركة الاينية وذلك لان المتكلمين لم يثبتوا الحركة فى غير مقولة الاين على ما نقل ، ولكن المصنف كغيره تبعا للحكماء جعل بحث الحركة فى المقولات الاربع اذ لا محل انسب لبحثها غير هذا المبحث وان انعقد لبحث الاين واحكامه.
قوله : فالحركة كمال اوّل الخ ـ اعلم ان كمال الشيء هو ما يكون له من الفعليات سواء حصل بعد ما كان له بالقوة والامكان أم كان له بالوجوب لذاته الا ان القوم خصوا الكمال فى مبحث الطبيعيات بما كان للشىء بالقوة ثم حصل له بالفعل كحصول العلم للانسان بعد ما لم يكن عالما والا فالكمال هو حصول شيء لشيء مطلقا ، ولا شبهة ان الحركة هى حصول اين او وضع او كيف او كم للجسم بعد ما لم يكن له فهى لا محالة كمال له.
ثم ان الحركة فى اىّ من المقولات الاربع فرضت لها مبدأ ومنتهى وللجسم حال حصوله فى المبدأ امكانان وقوتان : امكان توجهه الى المنتهى وامكان حصوله فى المنتهى وكل منهما اى التوجه الّذي هو الحركة والحصول فى المنتهى كمال للجسم والاول متقدم على الثانى والثانى متفرع على الاول ، ولكن حين حصول الكمال الاول يكون الجسم بعد شيئا بالقوة بالنسبة الى الكمال الثانى ، فالحركة كمال اوّل لشيء يكون بالقوة بالنسبة الى كمال ثان متفرع على هذا الكمال الاول ،