هو امتناع اجتماع الاثنين المتخالفين والاثنان اما وجود ووجود وهو تقابل التضاد او التضايف واما وجود وعدم سواء كانا مطلقين او مقيدين وهو تقابل السلب والايجاب فان كان لموضوع العدم خصوصية هى قابليته للوجود فيخص باسم تقابل العدم والملكة فالاول اعم من الثانى اذا علمت هذا فالتقابل بين الوجود المطلق والعدم المطلق تقابل السلب والايجاب كما مر من الشارح فى المسألة الثامنة اذ التقابل بينهما قد يكون بدون تلك الخصوصية كقولنا شريك البارى موجود ، شريك البارى معدوم وقد يكون مع تلك الخصوصية كقولنا زيد موجود ، زيد معدوم واما التقابل بين الوجود المقيد والعدم المقيد فهو منوط بالاقوال المختلفة فمن يقول بكفاية قابلية موضوع العدم للوجود مطلقا ولو بحسب الجنس البعيد او الا بعد فعنده بين جميع القضايا السالبة ومقابلاتها تقابل العدم والملكة اذ ما من موضوع سلب عنه شيء الا يكون لشخصه او نوعه او جنسه القريب او البعيد او الابعد قابلية وجود ذلك الشيء ومن لا يقول بذلك فعنده بينهما تقابل السلب والايجاب اذ بعض الموضوعات التى سلب عنه شيء يكون له قابلية المسلوب وبعضها لا يكون له ذلك.
المسألة السادسة عشرة
( فى أن الوجود بسيط )
قول المصنف : بل هو بسيط ـ هذا ارتقاء من نفى التركيب من الجنس والفصل الى نفى التركيب مطلقا وسيجيء فى المسألة الثالثة من الفصل الثانى بيان اقسام التركيب إن شاء الله تعالى ومما يستدل به على نفى التركيب عن الوجود مطلقا ان التركيب من مختصات الماهية لما يأتى فى المسألة المذكورة ولا شيء من الوجود بالماهية فلا شيء من التركيب فى الوجود.
قال صاحب الشوارق رحمهالله والحاصل انه بعد ملاحظة ان المراد من الوجود انما هو كون الشيء وتحققه لا امر اخر وراء ذلك يحكم العقل ضرورة بانه لا يمكن ان يكون له جزء اصلا فما يستدل به على ذلك تنبيه فلا يضر المناقشة فيه.