المسألة الثانية
( فى انه تعالى عالم )
قول الشارح. وكيفية علمه ـ اشار المصنف الى كيفية علمه تعالى انه حضورى لا حصولى كما عليه الشيخ وغيره بقوله : ولا يستدعى العلم صورا الخ.
قول الشارح. الاول منها للمتكلمين ـ قال صاحب الشوارق : هذا الوجه غير مختص بالمتكلمين بل هو مذكور فى كتب الحكماء أيضا.
ثم ان للمتكلمين وجها آخر لاثبات علمه تعالى ، وهو انه تعالى قادر لما مرو كل قادر فهو عالم لان القادر هو الّذي لا يفعل الا عن المشية والعناية ولا يعقل ان يكون الفعل عن المشية والعناية الا ان يكون الفاعل عالما به.
اعلم ان من المتكلمين من يتمسك فى اثبات علمه وقدرته وسائر صفاته وافعاله بالكتاب والسنة لانه اذا ثبت عند العاقل صدق الرسول بالمعجزة حصل له العلم بكل ما اخبر به فلا احتياج الى الادلة العقلية فيما عدا اثبات مبدأ واجب الوجود جاء هو من عنده ، واثبات ذلك أيضا يكفيه الفطرة ، ولذلك قال ياسر ابو عمار رحمها الله متى ظهر محمد صلىاللهعليهوآله بدعوته : ان الّذي يدعونا إليه هو الّذي كان فى قلبى مع ان معرفة المبدأ الواجب لا تنفك عن المعرفة بانه قادر عالم حي مريد الخ لان استدعاء الوجود موجودا بالذات يجرى فى وجود كل صفة.
قال العلامة المجلسى رحمهالله فى البحار باب التوحيد ونفى الشريك : السابع الادلة السمعية من الكتاب والسنة ، وهى اكثر من ان تحصى ، وقد مر بعضها ، ولا محذور فى التمسك بالأدلّة السمعية فى باب التوحيد ، وهذه هى المعتمد عليها عندى ، انتهى.
اقول : هذا حق مع ان اكثر السمعيات مشتمل على شواهد واضحة وبراهين