من مبحث الاعراض انها صفة تقتضى الحس والحركة مشروطة باعتدال المزاج لان هذا الشرط ممتنع فى حقه تعالى ، هذا ما قال المتكلمون فى تفسير حياته تعالى.
اما الحكماء فيدور كلامهم فى الحياة بحسب المفهوم حول الادراك والفعل فان الحى عندهم هو الدّراك الفعّال ، وقد اكتفى بالدّراك فقط كما فى موضع من إلهيات الشفاء واما بحسب الحقيقة فيدور حول الوجود.
قال الحكيم السبزوارى رحمهالله فى شرح الاسماء : ثم الحياة قد تطلق ويراد بها الوجود ولذا كان احد اسماء الوجود المطلق المنبسط هو الحياة السارية فى كل شيء ، وبهذا الاعتبار كل ما هو موجود فهو حي : فالجمادات حية ، وتسبيحها بهذا الاعتبار ، وقال بعد تفسيرها بالادراك والفعل : فبهذا الاعتبار فالحيوان ولو كالخراطين وما فوقه حية والجمادات ليست حية اذ ليست دراكة فعالة ولو على سبيل اقل ما يعتبر فى الدرك والفعل. وهو تعالى حي بكلا المعنيين اذ له اعلى مراتب الوجود وله اعلى مراتب العلم والقدرة كما علمت ، انتهى.
اقول : على اصالة الوجود فحقيقة كل صفة كمالية هى الوجود ، فاينما تحقق الوجود تحققت شئونه ، فالدرك والفعل والقدرة ان كانت من شئون الوجود فكل موجود حي بكلا المعنيين مع اختلاف المراتب بين الموجودات فى الوجود وشئونه.
المسألة الرابعة
( فى انه تعالى مريد )
قول المصنف : وتخصيص بعض الممكنات الخ ـ اشارة الى دليلين شبيهين ذكرهما الشارح فى الشرح :
الاول انه قال : تخصيص بعض الممكنات بالايجاد ، يعنى انه تعالى لم يوجد كل ممكن يدرك العقل امكانه فانه لم يوجد بحرا من زيبق فى الارض ولم يوجد انسانا له الف راس ولم يوجد آلافا من الشموس والاقمار ، وهكذا مع انها من الممكنات ،