قول الشارح : مطلقا ـ اى باى من المعانى فسرناها لان الكلام هنا فى هليتها مع قطع النظر عن مفهومها وماهيتها.
قول المصنف : وليست زائدة على الداعى ـ اختلفوا فى إرادة الله تعالى ، هل هى صفه سلبية او ثبوتية ، والاول هو قول النجار كما مر وهو فى غاية السخافة ، والثانى يتصور على صورتين.
الاولى ان تكون قديمة ، اما عين ذاته ، وذلك مذهب الحكماء واكثر المعتزلة والامامية ، واما زائدة على ذاته وهو مذهب الاشاعرة.
الثانية ان تكون حادثة ، اما فى ذاته تعالى وهو مذهب الكرامية ويأتى تزييفه واما حادثة قائمة بنفسها لا فى محل ، وهو مذهب ابى الهذيل العلاف المعتزلى وبعض اصحابه على ما حكى الاشعرى فى مقالات الاسلاميين والشهرستانى فى الملل والنحل ، ومذهب ابى على وابى هاشم على ما حكيا وحكى الشارح هنا ، واما حادثة هى نفس الفعل والاحداث ، وهذا قول النظام واصحابه من المعتزلة على ما حكى عنه الاشعرى والشهرستانى ، ومذهب الكعبى على حكاية المفيد والفخر الرازى والشهرستانى كما مر ، ونسب الاشعرى هذا المذهب الى بعض الشيعة ، وهو اختيار المفيد رحمهالله ، قال فى اوائل المقالات : ان إرادة الله تعالى لافعاله هى نفس افعاله ، وارادته لافعال خلقه امره بالافعال ، وبهذا جاءت الآثار عن ائمة الهدى من آل محمد صلىاللهعليهوآله وهو مذهب سائر الامامية الا من شذ منها عن قرب وفارق ما كان عليه الاسلاف ، وإليه يذهب جمهور البغداديين من المعتزلة وابو القاسم البلخى خاصة وجماعة من المرجئة ويخالف فيه من المعتزلة البصريون ، ويوافقهم على الخلاف فيه المشبهة واصحاب الصفات ، انتهى ، وهذا أيضا مذهب اصحاب الحديث من الامامية ، وكذا الشيخية ذاهبة إليه ، وبه وردت اخبار صريحة كثيرة عن اهل البيت عليهمالسلام فى الكافى والتوحيد وغيرهما كما صرح به المفيد رحمهالله ، وظاهر القرآن فى مواضع ذكر الإرادة يلائم هذا القول وعلى هذا فارادته تعالى من صفات فعله لا من صفات الذات.