ذاته وتوحيده السارى فى جميع الاشياء الّذي يتحدد بالحدود الامكانية ويتميز عن ذاته العلية باعتبار تلك الحدود ، وليست ارادته تعالى فى صقع الوجوب ، بل متأخرة عنه بمرتبة هى المشية التى خلق الاشياء بها وخلقت بنفسها وبمرتبة اخرى هى علمه الذاتى الّذي هو عين ذاته وليس شيء الا كان فيه لا بالكثرة والتميز ، وعلى هذا الّذي قلت شواهد كثيرة من احاديث الائمة الاطهار صلوات الله عليهم ، ويساعده الشهود الفطرى والبرهان العقلى ، ولا يسع هذا التأليف ذكر تفاصيل ذلك ، بل يستدعى رسالة مفردة.
المسألة الخامسة
( فى انه تعالى مدرك بلا آلة )
قول المصنف : والنقل دل على اتصافه بالادراك ـ اى السمع والبصر ، بل العقل يدل على ذلك ان ارجعا الى العلم بالمسموعات والمبصرات كما عليه الاكثر وقد ذكر الرازى فى الاربعين والقوشجى فى شرحه واللاهيجى فى الشوارق دليلا عقليا عليه ، لكن لا يخلو من ايرادات ، والطالب يراجع.
ثم انه لا كلام ولا خلاف بين المتكلمين بل الحكماء المتأخرون يوافقونهم فى انه تعالى عالم بكل المحسوسات كغيرها وان ادراكه ليس كادراكنا الا المجسمة ، وانما الكلام هاهنا فى وجه استناد السمع والبصر إليه تعالى فى الشرع دون غيرهما من الادراكات كاللمس وغيره مع انهما ان كانا صفتين غير العلم كما عليه الاشاعرة او يؤولان الى العلم بالمبصرات والمسموعات كما عليه غيرهم فليطلق عليه تعالى اللامس مثلا بما ان اللمس صفة له او يأول الى العلم بالملموسات.
فقال المصنف فى شرح رسالة العلم ما حاصله : ان الذين ينزهون الله تعالى عن الادراك الحسى لا يصفونه بالسميع والبصير والشامّ وغيرها بمعناها الاصلى ، بل يصفونه