قول الشارح : واختلفوا فى معناه الخ ـ لا شبهة ولا خلاف فى ان سمعه وبصره تعالى من الصفات الذاتية ، فمن قال بزيادة الصفات الذاتية على الذات كالاشاعرة قال انهما صفتان غير العلم ، ومن قال بعينيتها فلا محيص له من القول بانهما العلم بالمسموعات والمبصرات.
المسألة السادسة
( فى انه تعالى متكلم صادق )
قول المصنف : وعمومية قدرته الخ ـ اشارة الى برهان القول المختار له فى مسألة كلام الله تعالى الّذي لا شبهة ولا خلاف بين اهل الملل من المسلمين وغيرهم فى ثبوته ، وانما وقع الخلاف فى قدمه او حدوثه وقيامه بذاته تعالى او بغيره وانه من صفات الذات او من صفات الفعل وانه قسمان اللفظى والنفسى او قسم واحد هو اللفظى ، ولا بأس بذكر الاقوال والكلام فيها ، فاقول.
القول الاول للامامية والمعتزلة ، وهو ان الكلام فى الواجب والممكن قسم واحد هو هذه الحروف والاصوات الحاصلة بإرادة المتكلم وقدرته القائمة بغير نفسه وذاته التى تقع على سمع المخاطب ان كان هنا مخاطب ، ولكن الله تبارك وتعالى اذ هو منزه عن الجسمية وعن ان يكون له حلق وفم وشفة وغيرها مما لنا من آلات التكلم فيوجد بقدرته العامة على كل شيء وارادته هذه الحروف باى لغة شاء فى اى شيء من خلقه من ملك او انسان او حيوان او شجر او حجر او غيرها فيسمعه من اراد الله تعالى اسماعه ، ونحن لا نعقل ولا نتصور القسم الاخر من الكلام الّذي سماه الخصم كلا ما نفسانيا اذ لا نعقل فى انفسنا من المعانى غير العلم والإرادة والترجى والتمنى والاستفهام وغيرها نسميه الكلام النفسى ، فان الخصم لو قنع بتسمية الجامع بين هذه المعانى وهو المعنى الواقع فى النفس بالكلام النفسى فلا تحاشى منا ولا مضايقة اذ لا مشاحة فى الاصطلاح ويكون