منها ما رواه الصدوق رحمهالله فى التوحيد فى باب صفات الذات عن جابر عن ابى جعفر عليهالسلام ، قال : ان الله تبارك وتعالى كان ولا شيء غيره نورا لا ظلام فيه وصادقا لا كذب فيه وعالما لا جهل فيه وحيا لا موت فيه ، وكذلك اليوم وكذلك لا يزال ابدا ، ورواه المجلسى رحمهالله فى توحيد البحار عن محاسن البرقى بعينه.
اقول : المراد بالصادق فى هذا الخبر هو الحق لا ما يكون صفة للقول والكلام ، والحق يأتى صفة للذات وللقول ، والشاهد على ذلك ما رواه الصدوق فى ذلك الباب أيضا عن هشام بن سالم ، قال : دخلت على ابى عبد الله عليهالسلام ، فقال لى : أتنعت الله ، فقلت : نعم قال : هات ، فقلت : هو السميع البصير ، قال : هذه صفة يشترك فيها المخلوقون ، قلت : فكيف ننعته ، فقال : هو نور لا ظلمة فيه وحياة لا موت فيه وعلم لا جهل فيه ، وحق لا باطل فيه ، فخرجت من عنده وانا اعلم الناس بالتوحيد ، او المراد به معنى سلبى وهو عدم صدور الكذب والباطل عنه لا بمعنى مطابقة كلامه للواقع ، والاول اظهر.
قول الشارح : حكيم على ما يأتى ـ فى المسألة الحادية والعشرين.
المسألة السابعة
( فى انه تعالى باق )
قول المصنف : على سرمديته ـ اعلم ان السرمد والدائم والباقى والقديم والازلى والابدى معان متلازمة بل الفاظ مترادفة فى عرف اهل الكلام ، وقد وصف الله تعالى بها فى الكتاب والسنة ، والمراد بها امتناع العدم ، وهذا المعنى من اللوازم البينة لوجوب الوجود الذاتى ، فكبرى القياس الّذي ذكر الشارح رحمهالله بينة لا تحتاج الى البيان ، فقوله : والا لكان ممكنا تنبيه عليه لا استدلال.
قول المصنف : ونفى الزائد ـ ان قلت : ان المصنف ذكر فى المسألة التاسعة