الفصل الثالث من المقصد الثانى وكل متناه قابل للزيادة والنقصان فكل متحيز قابل لذلك ، والواجب يمتنع عليه ذلك لانه تغير وهو من آيات الحدوث.
الخامس لو كان تعالى متحيزا لكان جسما ، فاما مباين لهذه الاجسام فى الحقيقة او مشترك فى جزء ذاتى او مساولها فيها ، فعلى الاول فاطلاق الجسم عليه مجرد لفظ بالاشتراك ولا يصح شرعا ولا عرفا ، وعلى الثانى يلزم التركيب ، وعلى الثالث يلزم المماثلة ، وقد مر امتناعهما عليه تعالى فى المسألة التاسعة والعاشرة.
المسألة الثالثة عشرة
( فى انه تعالى ليس بحالّ فى غيره )
قول الشارح : وخالف فيه بعض النصارى الخ ـ على ما فى الباب العاشر من انجيل يوحنا خطابا لليهود : فان لم تؤمنوا بى فآمنوا بالاعمال لكى تعرفوا وتؤمنوا ان الأب فى وانا فيه ، وفى الباب الرابع عشر منه أيضا خطابا لفيلبس : الست تؤمن انى انا فى الأب والأب فى ، الكلام الّذي اكلمكم به لست اتكلم به من نفسى لكن الأب الحالّ فى هو يعمل الاعمال ، صدقونى انى فى الأب والأب فى ، وفى هذا الباب خطابا لاصحابه : فى ذلك اليوم ( اى يوم رجعته الى الدنيا ) تعلمون انى انا فى ابى وانتم فى وانا فيكم ، وعلى ما قال عبد المسيح فى كتابه ( شعاع تابنده ) على ما نقله صاحب اسرار العقائد ما مضمونه : ان النصارى قالوا ان عيسى ابن الله لان الله نزل فى بطن مريم واكتسى باللحم فصار جوهر الله بسبب الالتحام فى بطن الام ابن الله.
ثم ان الشارح قال : بعض النصارى مع ان الإنجيل صريح فى ذلك لان بعض علماء النصارى قبل الاسلام وبعده انكروا التثليث والحلول والاتحاد ، وصنفوا فى ذلك كتبا وظهر النزاع بينهم على ما هو مسطور فى اسرار العقائد وغيره.