اكثرهم بل كلهم خارجون عن نور الولاية الالهية الى ظلمات انفسهم المظلمة المستعلية المستكبرة على الحق الصراح واهله الذين هم اقرب الخلائق كلهم من الله تعالى واعرفهم به ، ونحن نذكر بعض ما صدر عنهم عليهمالسلام فى هذا الباب لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد.
قال امير المؤمنين عليهالسلام : هو الّذي لم يسبقه وقت ولم يتقدمه زمان ولم يتعاوره زيادة ولا نقصان ولم يوصف باين ولا بما ولا بمكان ، الّذي بطن من خفيات الامور وظهر فى العقول بما يرى فى خلقه من علامات التدبير ، الّذي سئلت الأنبياء عنه فلم تصفه بحد ولا بنقص ، بل وصفته بافعاله ودلت عليه بآياته.
وقال الرضا عليهالسلام : فليس الله عرف من عرف بالتشبيه ذاته ، ولا حقيقته اصاب من مثله ، وذاته حقيقة ، وكنهه تفريق بينه وبين خلقه ، وغبوره تحديد لما سواه ، ومن وصفه فقد الحد فيه ، لا يتغير الله بانغيار المخلوق ، كما لا يتحدد بتحديد المحدود ، لا تصحبه الاوقات ، ولا تضمنه الاماكن ، ولا تأخذه السنات ، ولا تحده الصفات ، ولا تقيده الادوات ، بتشعيره المشاعر عرف ان لا مشعر له ، وبتجهيره الجواهر عرف ان لا جوهر له ، وبمضادته بين الاشياء عرف ان لا ضد له ، وبمقارنته بين الامور عرف ان لا قرين له ، شاهدة بغرائزها ان لا غريزة لمغرزها ، دالة بتفاوتها ان لا تفاوت لمفاوتها ، لا ديانة الا بعد المعرفة ، ولا معرفة الا بالاخلاص ، ولا اخلاص مع التشبيه ، ولا نفى مع اثبات الصفات للتشبيه ، فكل ما فى الخلق لا يوجد فى خالقه ، وكل ما يمكن فيه يمتنع من صانعه ، لا تجرى عليه الحركة والسكون ، وكيف يجرى عليه ما هو اجراه ، او يعود إليه ما هو ابتداه ، اذا لتفاوتت ذاته ولتجزأ كنهه ولامتنع من الازل معناه ولما كان للبارئ معنى غير المبروء ، ولو حد له وراء اذا حد له امام ، ولو التمس له التمام اذا لزمه النقصان كيف يستحق الازل من لا يمتنع من الحدث ، وكيف ينشئ الاشياء من لا يمتنع من الانشاء ، اذا لقامت فيه آية المصنوع ولتحول دليلا بعد ما كان مدلولا عليه ، ليس فى محال القول حجة ، ولا فى المسألة عنه جواب ، ولا فى ابانته عن الخلق ضيم ، ولا بامتناع الازلى ان ينشأ ، وما لا بدء له ان يبدأ.