المحض والخير المحض والعلم المحض والقدرة المحضة والحياة المحضة من غير ان يدل بكل واحد من هذه الالفاظ على معنى مفرد على حدة ، بل المفهوم منها عند الحكماء معنى وذات واحد لا يمكن ان يكون فى مادة او مخالطة ما بالقوة او يتأخر عنه شيء من اوصاف جلالته ذاتيا او فعليا ، انتهى.
ولهذا المذهب دلائل :
الاول الاخبار الواردة عن ائمتنا صلوات الله عليهم ، روى الكلينى رحمهالله فى باب اطلاق القول بانه شيء من الكافى عن ابى عبد الله عليهالسلام انه قال جوابا للسائل هو سميع بصير؟ : سميع بغير جارحة وبصير بغير آلة ، بل يسمع بنفسه ويبصر بنفسه ، ليس قولى انه سميع يسمع بنفسه وبصير يبصر بنفسه انه شيء والنفس شيء آخر ، ولكن اردت عبارة عن نفسى اذ كنت مسئولا وافهاما لك اذ كنت سائلا : فاقول : انه سميع بكله لا ان الكل منه له بعض ، ولكنى اردت افهامك والتعبير عن نفسى ، وليس مرجعى فى ذلك الا الى انه السميع البصير العالم الخبير بلا اختلاف الذات ولا اختلاف المعنى.
وروى فى باب صفات الذات عن ابى بصير قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : لم يزل الله عز وجل ربنا والعلم ذاته ولا
معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصر ، والقدرة ذاته ولا مقدور الخ.
وروى عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليهالسلام انه قال فى صفة القديم : انه واحد صمد احدى المعنى ليس بمعان كثيرة مختلفة ، قال : قلت : جعلت فداك يزعم قوم من اهل العراق انه يسمع بغير الّذي يبصر ويبصر بغير الّذي يسمع ، قال : فقال : كذبوا والحدوا وشبهوا ، تعالى الله عن ذلك ، انه سميع بصير يسمع بما يبصر ويبصر بما يسمع ، وكل ذلك رواه الصدوق رحمهالله فى التوحيد فى الباب السادس والثلاثين والباب الحادى عشر.
وروى أيضا فى الباب العاشر عن منصور الصيقل عن ابى عبد الله عليهالسلام ، قال : ان الله علم لا جهل فيه ، حياة لا موت فيه ، نور لا ظلمة فيه ، وعن يونس بن عبد الرحمن