قول الشارح : وقد مر تقرير ذلك ـ فى المسألة الرابعة عشرة من مبحث العلم فى الفصل الخامس من المقصد الثانى.
المسألة السادسة
( فى انا فاعلون )
قول الشارح : اختلف العقلاء هنا الخ ـ مذاهب الفرق فى هذه المسألة ستة :
المذهب الاول للمعتزلة باجمعهم وهو ان الله تعالى خلق العباد وجعل فيهم القدرة والاختيار على افعالهم وفوض إليهم امورهم من دون ان يكون لله تعالى فيها مشية وتعلق قدرة فهم مستقلون فى افعالهم حسناتها وسيئاتها ، وبطلان هذا المذهب ظاهر لانه يستلزم انكار عونه وامداده تعالى لعباده وانكار سلطنته تعالى على بعض ما فى مملكته مع اطباق السنة اصحاب الوحى صلوات الله عليهم على رد هذه المقالة السخيفة الشبيهة بمقالة الزنادقة والملاحدة ، قال الصادق عليهالسلام : مساكين القدرية ارادوا ان يصفوا الله عز وجل بعدله فاخرجوه من قدرته وسلطانه ، والعجب من المصنف رحمهالله حيث لم يتعرض فى هذا الكتاب لابطاله ، ومن الشارح العلامة رحمهالله حيث قال فى نهج الحق : المطلب العاشر فى انا فاعلون ، اتفقت الامامية والمعتزلة على انا فاعلون وادعوا الضرورة فى ذلك الخ ، فأوهم بعبارته هذه ان مقالة الامامية القائلين بالامر بين الامرين والمعتزلة القائلين بالتفويض واحدة.
المذهب الثانى لجهم بن صفوان واتباعه وهم الجبرية الخالصة ، قد نقل انهم قالوا : ان الانسان لا يقدر على شيء ولا يوصف بالاستطاعة وانما هو مجبور فى افعاله ، لا قدرة ولا إرادة ولا اختيار له ، وانما يخلق الله تعالى الافعال فيه على حد ما يخلق فى الجمادات مثلا ، ونسبة الافعال الى العبد مجازية ، وذكر فى كتب المقالات ان الرجل اشترك المعتزلة فى مقالات والصفاتية فى مقالات وانفرد بين المسلمين بمقالات وكان تلميذا