كان على مذهب الاعتزال فى الاصول وله على ما حكى عن ترجمته المطبوعة فى الجزء الاخير من الكشاف :
اذا سالوا عن مذهبى لم ابح به |
|
واكتمه كتمانه لى اسلم |
فان حنفيا قلت قالوا بانه |
|
يبيع الطلا وهو الشراب المحرم |
وان مالكيا قلت قالوا باننى |
|
ابيح لهم اكل الكلاب وهم هم |
وان شافعيا قلت قالوا باننى |
|
ابيح نكاح البنت والبنت تحرم |
وان حنبليا قلت قالوا باننى |
|
ثقيل حلولى بغيض مجسم |
المسألة التاسعة
( فى الهدى والضلالة )
قول المصنف : والهدى مقابل له ـ تقابل العدم والملكة بالإضافة الى الله تعالى ومن تصدى لهداية الخلق من قبله لان اضلاله تعالى هو عدم هدايته لمن لم يكن له اهليتها وقابليتها لا انه فعل يوجب الضلالة فيه لانه قبيح ، وتقابل التضاد بين هداية ارباب الهداية واضلال المضلين من الجن والانس حيث ان هدايتهم ان لم تقع فى محل لعدم القابلية وقع فيه اضلال المضلين اى فعل يوجب الضلالة
ثم اعلم ان الهداية هى جعل ما يتمكن به الموجود ان يسلك سبيل كماله ويصل غايته ، والاضلال بعدم هذا الجعل او بمانع عن هذا السلوك ، وللهداية من الله تعالى ست مراحل :
الاولى هداية التكوين وهى عامة لكل موجود فانه تعالى جعل كل موجود من العلويات والسفليات بحيث يهتدى باختيار او تسخير او غير ذلك ما دام موجودا الى ما يصلح له من الامور كاهتداء الحيوان للسفاد والهرب من الموت والفرار من العدو والجمع لما يصلحه من الغذاء مما فى لجج البحار وما فى لحاء الاشجار والمفاوز