يخلق الهداية فى العبد ، بل يجعل مقدمات الاهتداء من العقل والأنبياء والكتب والأوصياء وغير ذلك حتى يهتدى العبد بجريه طبقا لتلك المقدمات.
قول الشارح : واذا قيل انه تعالى الخ ـ قد علمت ان فعل الهداية من الله تعالى فى جميع المراحل الست ، لكن القبول فى بعضها يتوقف على اختيار العبد كما بينه الصادق عليهالسلام فى حديث رواه الصدوق فى التوحيد باب التعريف والبيان عن بريد بن معاوية العجلى عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : ليس لله على خلقه ان يعرفوا قبل ان يعرفهم ، وللخلق على الله ان يعرفهم ، ولله على الخلق اذا عرفهم ان يقبلوه ، وقال تعالى : ( وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى ).
قول الشارح : وقول موسى عليهالسلام الخ ـ ذكر الصدوق فى التوحيد فى باب القضاء والقدر والفتنة ان الفتنة على عشرة اوجه ، وجه منها الضلال ، واتى بشواهد من الآيات للتسعة الباقية ، وذكر اللغويون قريبا من ثلاثين معنى للفتنة عدة منها متقاربة ، والشارح اتى بهذا الكلام جوابا لتمسك الاشاعرة بهذه الآية لمدعاهم.
المسألة العاشرة
( فى انه تعالى لا يعذب الاطفال )
بل مطلق غير المكلف كما هو عنوان كلام المصنف ، بل كل من لم يتم عليه الحجة عقلا او نقلا من دون تقصير من نفسه فيه سواء كان مكلفا او غير مكلف لقبح ذلك عقلا ولروايات فى هذا الباب ، منها ما رواه الصدوق فى التوحيد باب التعريف والبيان عن ابن الطيار عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : ان الله عز وجل احتج على الناس بما آتاهم وعرفهم ، ومنها ما رواه هناك عن عبد الاعلى بن اعين قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عمن لم يعرف شيئا ، هل عليه شيء ، قال : لا ، ومنها ما رواه هناك عن