قول الشارح : وذهبت البكرية ـ قال ابو الحسن الاشعرى فى مقالات الاسلاميين : هم اصحاب بكر بن اخت عبد الواحد بن زيد ، ثم ذكر مذاهبهم واختلافهم مع سائر الفرق.
وقال محمد محيى الدين فى ذيل الكتاب : سماه صاحب الميزان بكر بن زياد الباهلى ، وذكر عن ابن حبان انه قال عنه : دجال واضع للحديث ، وكان يحدث عن ابن المبارك ، وقال البغدادى : وظهر خلاف البكرية من بكر ابن اخت عبد الواحد ابن زياد ، وخلاف الضرارية من ضرار بن عمرو ، وخلاف الجهمية من جهم بن صفوان ، وكان ظهور جهم وبكر وضرار فى ايام ظهور واصل بن عطاء فى ضلالته.
وقال الكوثرى فى ذيل التبصير : عبد الواحد بن زيد من اصحاب الحسن البصرى ، زاهد صوفى متروك الحديث ، وابن اخته بكر من اضل خلق الله بالنظر الى ما يسرده المصنف هنا ، ومن الغريب قول ابن قتيبة فى تأويل مختلف الحديث : وهو من احسنهم حالا فى التوقى ، ولعله وجد فى كلامه فى الصورة ما يوافق هواه فخفف اللهجة معه.
قول الشارح : واهل التناسخ ـ اصل عقيدة التناسخ نشأ من قوم من الصابئة سموا الحرنانية ، وسرت فى غيرهم حتى الامة الاسلامية ، فان منهم قوما يقال لهم الخرمدينية من اتباع ابى مسلم عبد الرحمن بن مسلم الخراسانى ، وجملة الكلام فى هذه العقيدة ابطال القيامة وانكار الدار الآخرة ، وليست دار الا هذه الدار ، لكن لها ادوارا غير متناهية ، يحدث فى كل دور مثل ما حدث فى الدور الماضى ، واما الارواح فباقية بقاء الابد ، تتناسخ اى يدخل كل روح بعد خراب قالبها بفصل او بلا فصل فى قالب آخر ، فان كان قبل ذلك خيرا يقتضي ذلك ان يدخل فى قالب حسن من القوالب الانسية او غيرها ويكون بذلك مسرورا مبتهجا منعما ، وهذا جنته ، وان كان قبل ذلك شريرا يقتضي ذلك ان يدخل فى قالب ردّى من كلب او خنزير او بعوضة او حية او غيرها ويكون بذلك معذبا محزونا ، وهذا جهنمه ، وهكذا الامر الى ابد الآباد ، وللكلام فى التناسخ ذيل طويل ، والمصنف رحمهالله لم يتعرض فى