غير المكلفين من الحيوانات على خمسة اقوال : فقال قوم : ان الله تعالى يعوضها فى المعاد وانها تنعم فى الجنة وتصور فى احسن الصور فيكون نعيمها لا انقطاع له ، وقال قوم يجوز ان يعوضها الله تعالى فى دار الدنيا ويجوز ان يعوضها الله فى الموقف ويجوز ان يكون فى الجنة ، وقال جعفر بن حرب والاسكافى : قد يجوز ان تكون الحيات والعقاب وما اشبهها من الهوام والسباع تعوض فى الدنيا او فى الموقف ثم تدخل جهنم فتكون عذابا على الكافرين والفجار ولا ينالهم من الم جهنم شيء كما لا ينال خزنة جهنم ، وقال قوم : قد نعلم ان لها عوضا ولا ندرى كيف هو ، وقال عباد : انها تحشر وتبطل.
واختلف الذين قالوا بادامة عوضها على مقالتين : فقال قوم : ان الله يكمل عقولهم حتى يعطوا دوام عوضهم لا يؤلم بعضهم بعضا ، وقال قوم : بل تكون على حالها فى الدنيا.
واختلفوا فى الاقتصاص لبعضها من بعض على ثلاثة اقوال : فقال قائلون : يقتص لبعضها من بعض فى الموقف وانه لا يجوز الا ذلك وليس يجوز الاقتصاص والعقوبة بالنار ولا بالتخليد فى العذاب لانهم ليسوا بمكلفين ، وقال قوم : لا قصاص بينهم ، وقال قوم : ان الله سبحانه يعوض البهيمة لتمكينه البهيمة التى جنت عليها ليكون ذلك عوضا لتمكينه اياها منها ، وهذا قول ابى على الجبائى ، هكذا فى مقالات الاسلاميين للاشعرى.
وقال الرازى فى تفسيره عند قوله تعالى واذا الوحوش حشرت : قال قتادة : يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص ، وقالت المعتزلة : ان الله تعالى يحشر الحيوانات كلها فى ذلك اليوم ليعوضها على آلامها التى وصلت إليها فى الدنيا بالموت والقتل وغير ذلك فاذا عوضت عن تلك الآلام فان شاء الله ان يبقى بعضها فى الجنة اذا كان مستحسنا فعل ، وان شاء ان يفنيه افناه على ما جاء به الخبر ، واما اصحابنا فعندهم انه لا يجب على الله شيء بحكم الاستحقاق ولكن الله تعالى يحشر الوحوش كلها فيقتص للجماء من القرناء ثم يقال لها موتى فتموت.