وقال المجلسى رحمهالله فى البحار باب محاسبة العباد من كتاب المعاد : واما حشر الحيوانات فقد ذكره المتكلمون من الخاصة والعامة على اختلاف منهم فى كيفيته.
وقال الطبرسى رحمهالله عند قوله تعالى : ( وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ) : اى جمعت حتى يقتص لبعضها من بعض ويقتص للجماء من القرناء ويحشر الله سبحانه الوحوش ليوصل إليها ما تستحقه من الاعواض على الآلام التى نالتها فى الدنيا وينتصف لبعضها من بعض فاذا وصل إليها ما استحقته من الاعواض فمن قال ان العوض دائم تبقى منعمة الى الابد ومن قال تستحق العوض منقطعا فقال بعضهم يديمه الله لها تفضلا لئلا يدخل على المعوض غم بانقطاعه وقال بعضهم : اذا فعل الله بها ما استحقته من الاعواض جعلها ترابا.
اقول : قد مر ان اختيار المصنف والشارح ان عوض الآلام بالعاقل وغير العاقل على الله سبحانه الا ان يكون الالم من العاقل المكلف فالعوض عليه والانتصاف باخذ العوض عليه تعالى ، وقد قلنا : ان الاعواض كلها على الله تعالى بحسب وعده كرما وفضلا لا بالحق الاصالى ، واما تعذيب الظالم فى الدنيا والآخرة فلا ينفع المظلوم فلا يكون عوضا عما ورد عليه من الآلام وان كان شفاء لصدره شيئا ما ، واما الاقوال المذكورة فلها شواهد فى الاخبار.
منها انه قال فى مجمع البيان عند قوله تعالى : ( وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ) ومعناه يحشرون الى الله بعد موتهم يوم القيامة كما يحشر العباد فيعوض الله تعالى ما يستحق العوض منها وينتصف لبعضها من بعض ، وفيما رووه عن ابى هريرة انه قال : يحشر الله الخلق يوم القيامة البهائم والدواب والطير وكل شيء ، فيبلغ من عدل الله يومئذ ان يأخذ للجماء من القرناء ، ثم يقول كونى ترابا ، فلذلك يقول الكافر يا ليتنى كنت ترابا ، وعن ابى ذر قال : بينا انا عند رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم اذ