كقوله تعالى : ( فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ ) ، وعلى نهاية مدة الشيء كقوله تعالى : ( فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ ) ، والمبحوث عنه هنا المعنى الثانى للحيوان.
ثم انه انما قال : الوقت الّذي علم الله تعالى الخ ، ولم يقل الوقت الّذي تبطل حياته فيه للاشارة الى ان لكل حادث كالاجل وغيره صورة علمية عند الله تعالى ، وواقعة فى الوجود ، وهما متوافقتان دائما لان الواقع لا يتخلف عما علمه تعالى وان لم يكن العلم مؤثرا تاما فى ذلك ، وصورة تقديرية عند عمال الملكوت باذنه تعالى واعلامه ، والواقع قد يتخلف عن هذه لان الله تعالى يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أمّ الكتاب ومن هذا ينشأ كون الاجل اجلين : احدهما ما عند الله تعالى والثانى ما فى لوح التقدير ، قال الله تعالى : ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ ) ، فما عند الله هو الواقع بتّا باسبابه الكاملة ، وما قضاه فى لوح التقدير قد تتم اسبابه فيوافق ذلك او لا تتم فيتخلف ، وهو تعالى مع علمه بذلك ازلا لسر سلطان الربوبية لا يطلعهم على ان اسباب هذا المقضى تتم أو لا ، فرب مقدر فى اللوح لا تتم اسبابه وهو تعالى يعلم وهم لا يعلمونه فيمحى فلا يقع ، ويقال عند ذاك : بدا لله سبحانه ، فالاجل لكل نفس بحسب ما فى علم الله والواقع ليس الا واحدا وتعدده باعتبار ما قلنا ، هكذا يستفاد من كلمات اهل بيت النبوة سلام الله عليهم ، واما المخالفون فقد تحيروا فى امر البداء وتفسير الاجل وتعيين الاجلين ، فملئوا زبرهم وتفاسيرهم مما لا يسمن ولا يغنى من جوع ومن الطعن علينا فى مذهب البداء ، وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد ، وقد اوردنا الكلام فى البداء فى التذييل لتوحيد الصدوق ، فحاصل مراد المصنف ان الاجل واحد وليس هو الوقت المقدر المعلوم المضروب عند عمال الملكوت لانه قد يتغير بل الّذي فى علمه تعالى ، وان اطلق عليه الاجل أيضا.
قول الشارح : وجاز ان يكون موت الخ ـ وأيضا الموت الم فينبغى البحث عن وجه حسنه ، وهو كونه من مقدمات الوصول الى الغاية القصوى الانسانية.
قول الشارح : ونعنى بالوقت الخ ـ اعلم ان الوقت هو الزمان ، لكن الزمان يؤخذ لا بشرط بمعنى عدم اعتبار اضافته الى حادث أو لا اضافته إليه ، واما