وعدم تميز النبي عن غيره بالمعجز متلازمان ، فلذلك ترى ان الجواب من الشارح فيهما واحد.
قول الشارح : لا يقال يكفى فى التكذيب الخ ـ اقول : المدعى للنبوة اما يأتى بغير المعتاد أو لا ، فعلى الثانى يكفى فى تكذيبه عدم الاتيان لان العاقل لا يصدق مدعيا لدعوى غير ظاهرة الا ببينة توافق دعواه ، ولكن الله تعالى ربما يظهر امرا عند دعواه ان كان كاذبا يدل على كذبه لئلا يبقى للناس شك فيه او لمصلحة اخرى ، وعلى الاول فذلك الامر الّذي ليس بمعتاد ان كان معجزا خارقا للعادة من عند الله تعالى فهو ، وان لم يكن كذلك كسحر أتي به أو أمر بديع لم يهتد الناس الى طريق اسبابه وكشف علله العادية فواجب فى لطفه تعالى ان يظهر امرا يكشف عن كذبه لان الناس معذورون فى اتباعه لعدم تمايز ما اتى به عن المعجزة عندهم ، ولكن الامر بعد ختم النبوة بنبينا صلىاللهعليهوآله بالأدلّة القطعية سهل ظاهر.
المسألة السادسة
( فى وجوب البعثة فى كل وقت )
قول الشارح : بحيث لا يجوز خلو زمان الخ ـ بحيث لو ان كل احد من العباد اراد ان يفحص ويتبع دينا من عند الله تبارك وتعالى مطاعا غير منسوخ تيسر له ذلك ولو بوسائط وهذا ميسر لكل احد حتى فى ايام الفترة من الرسل لان اللطف بمعنى المحصل للغرض من الخلق لا يتم الا بذلك ، ولا معنى لتبعيض اللطف بالمعنى المذكور ، ولا اظن احدا ينكر ذلك لان لله الحجة البالغة ابلغها العباد لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ، وفى الاخبار المتواترة ان الارض لا تخلو من الحجة وان اوّل من ظهر فى الارض كان حجة الله وآخر من فى الارض هو حجة الله ولو بقى فى الارض اثنان احدهما الحجة ، وليس المراد ان دليل وجوب البعثة يعطى ان يكون