قول المصنف : مختلق ـ اقوى الدليل على اختلاقه ما فى كتبهم من بشارات انبياء بنى اسرائيل بظهور نبى صاحب شريعة بعد موسى عليهالسلام.
منها ما فى التوراة فى سفر التثنية فى الاصحاح الثامن عشر فى الآية الخامسة عشرة انه يقول موسى عليهالسلام لبنى إسرائيل : يقيم لك الرب إلهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلى ، له تسمعون حسب كل ما طلبت من الرب إلهك فى حوريب يوم الاجتماع قائلا : لا اعود ، اسمع صوت الرب إلهى ولا ارى هذه النار العظيمة لئلا اموت قال لى الرب : قد احسنوا فيما تكلموا اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك واجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما اوصيه به ويكون ان الانسان الّذي لا يسمع لكلامى الّذي يتكلم به باسمى انا اطالبه.
اقول : كلمة مثلى تدل على انه صاحب شريعة مثل موسى عليهالسلام لا انه تابع لموسى فى الشريعة كانبياء بنى اسرائيل بعده ، وكلمة من اخوتك ومن وسط اخوتهم تدل على انه ليس من بنى اسرائيل لان الصحيح حينئذ ان يقول منك ومن وسطهم فليس هو عيسى عليهالسلام لانه فى بنى اسرائيل فهو ينطبق على نبينا صلىاللهعليهوآله كما استشهد الرضا عليهالسلام بذلك فى جواب راس الجالوت اليهودى فى مجلس المأمون على ما رواه الصدوق رحمهالله فى حديث طويل فى اواخر التوحيد والعيون عن الحسن بن محمد النوفلى الهاشمى ونقله المجلسى رحمهالله فى البحار باب احتجاجات الرضا عليهالسلام مع اهل الاديان.
وذلك ان قال رأس الجالوت : من اين تثبت نبوة محمد ، قال الرضا عليهالسلام : شهد بنبوته صلىاللهعليهوآله موسى بن عمران وعيسى بن مريم وداود خليفة الله عز وجل فى الارض ، فقال له رأس الجالوت : ثبّت قول موسى بن عمران ، قال الرضا عليهالسلام : هل تعلم يا يهودى ان موسى اوصى بنى اسرائيل فقال لهم : انه سيأتيكم نبى من اخوتكم فبه فصدقوا ومنه فاسمعوا ، فهل تعلم ان لبنى اسرائيل اخوة غير ولد اسماعيل ان كنت تعرف قرابة اسرائيل من اسماعيل والنسب الّذي بينهما من قبل ابراهيم عليهالسلام الخ.