لما لديه ، ولا رسوله حق قدره ولا مكانته فى رسالته فضربوا له الامثال بالسهو والغفلة والعصيان وعدهم اياه واحدا من الناس فى ظاهره وباطنه الا انه نزل عليه كلام الله واجتهد فيه بحسب ادراكه كما كان لغيره من اصحابه وافراد امته ان يجتهد فيه وان كان على خلاف ما نطق به رسول الله صلىاللهعليهوآله كما صرحوا به فى كتبهم من ان بعض الاصحاب فى موارد خلافهم مع رسول الله صلىاللهعليهوآله واعتراضهم عليه كان يجتهد ويرى ذلك وكان تلك الخلافات والاعتراضات امورا اجتهادية كان غرضهم منها اقامة مراسم الشرع وادامة مناهج الدين ، فتبا وبعدا وسحقا لامة ترى ان اقامة مراسم الشرع وادامة مناهج الدين فى الخلاف والاعتراض على نبيها على حسب الاجتهاد والرأي.
المسألة الاولى
( فى ان نصب الامام واجب على الله تعالى )
قول الشارح : اختلف الناس هنا الخ ـ ضبط الاقوال ان يقال : ان نصب الامام واجب أم لا ، والثانى مذهب النجدات من الخوارج لعنهم الله اصحاب نجدة بن عامر الحنفى ، ومذهب الاصم المعتزلى عند الأمن واما عند ظهور الفتن فواجب ، ومذهب الغوطى عند ظهور الفتن واما عند الأمن فواجب على عكس ما قال الاصم على ما فى المقالات والملل والنحل وشرح القوشجى والاربعين.
واما القول بوجوب نصب الامام فيتصور أربعة : الوجوب على الله تعالى او على الناس وعلى كل من التقديرين سمعا او عقلا.
فالقائلون بالوجوب على الله تعالى عقلا هم الامامية والاسماعيلية ، ولكنهم قالوا بذلك لذهابهم الى ان النظر غير كاف فى حصول المعارف ، بل لا بد من معونة من معلم إلهى نبى او وصى نبى ، فوجب على الله ان لا يخلى العالم عن امام يرشد الخلق الى