حيثية الامكان هى اللااقتضاء فلا يأبى عن قبول اقتضاء الغير واما الوجوب والامتناع الذاتيان حيثيتهما الاقتضاء فيا بيان عن قبول المنافى لاقتضائهما وببيان آخر ان سلب الضرورة بالذات لا ينافى الضرورة بالغير بخلاف الضرورة بالذات فانها تنافى سلب الضرورة بالغير لان عروض سلب الضرورة بالغير على الواجب او الممتنع ان اوجب فيه تساوى الطرفين فهو انقلاب الشيء عما هو ذاتى وان لم يوجب فلا معنى لعروضه فالواجب او الممتنع بالذات يستحيل صيرورته ممكنا بالغير واما الممكن بالذات لو صار ممكنا بالغير لزم تحصيل الحاصل اذا مكان الذات يغنى عن اتصاف الممكن بالامكان بالغير فثبت ان الممكن بالغير غير ممكن.
المسألة الثامنة والعشرون
( فى عروض المواد الثلاث للماهية )
قول الشارح : فان الماهية اذا اخذت الخ ـ يظهر من هذا الكلام ان للماهية الممكنة الموجودة وجوبين احدهما بالنظر الى وجود الماهية والثانى بالنظر الى وجود علتها وان للماهية الممكنة المعدومة امتناعين احدهما بالنظر الى عدم الماهية والثانى بالنظر الى عدم علتها ويأتى بيانهما فى المسألة الحادية والثلاثين إن شاء الله تعالى.
قوله : الممكن قد يكون الخ ـ اعلم انه كما ان الوجود يكون فى نفسه ولغيره كذلك الامكان المضاف إليه يكون فى نفسه ولغيره والثانى هو الامكان الاستعدادى لوجوب الاستعداد فى ذلك الغير لوجود هذا الممكن الثابت للغير ويأتى توضيحه فى المسألة الثانية والثلاثين.
قوله : فقد يكون الشيء ممكن الثبوت فى نفسه الخ ـ اعلم ان معنى الثبوت فى نفسه هو ان لا يحتاج الموجود فى موجوديته الى شيء يوجد فيه بل اما قائم بنفسه من غير احتياج الى الجاعل أيضا كالواجب تعالى واما محتاج فى موجوديته الى الجاعل فقط يوجده ويقوم فى نفسه كالعقول المفارقة والهيولى الاولى ومعنى الثبوت لغيره