ذكره الشارح طبقا لما فى المتن ولم يعده ثانيا.
قوله : الثانى ان الحدوث الخ ـ هذا ثالث الوجوه على ما فى سائر الشروح وانما اتى المصنف هذا الوجه بثم دون الاولين لانهما متقاربان دونه لان معنى الوجه الثانى ان العقل قد يلاحظ الممكن الحادث مع قطع النظر عن امكانه والغفول عن حدوثه فلا يطلب له العلة ولعل الشارح رحمهالله عدهما وجها واحدا لذلك.
ان قلت : هذا الوجه يعارض بان الامكان أيضا متأخر عن الوجود ولكن بمرتبة واحدة لانه نسبة بين الماهية والوجود والنسبة متأخرة عن الطرفين فلا يكون علة الافتقار المتقدم على الوجود بمراتب قلت : الامكان متأخر عن الوجود من حيث هو هو لا من حيث هو وجود الماهية بمعنى ان العقل اذا لاحظ الماهية الممكنة وقاسها الى الوجود ينتزع منها الامكان ولكن الماهية يلحقها الوجود بعد الامكان فوجود الماهية متأخر عن امكانها واما الحدوث فمتاخر عن الوجود من حيث هو وجود الماهية اذ ما لم يلحقها الوجود لم تتصف بالحدوث والممكن يفتقر الى العلة فى وجوده لا انه يفتقر إليها فى الوجود من حيث هو هو.
اعلم ان المسألة الثلاثين مذكورة أيضا بعد المسألة الثانية والاربعين ولعل ذكرها هنا سهو من قلم الشارح العلامة رحمهالله لانها ليست مذكورة هنا فى سائر الشروح بل هناك ولكن ذكرها هنا او هناك ليس على ما ينبغى لانها مما يتوقف عليه المسألة التاسعة والعشرون لان البحث عن علة الاحتياج انما هو بعد الفراغ عن اصل الاحتياج فذكرها قبلها كان انسب.
المسألة الحادية والثلاثون
( فى نفى الاولوية عن الممكن وان له وجوبين )
قول المصنف : ولا يتصور الاولوية الخ ـ اعلم ان الماهية الممكنة بالنظر الى الوجود والعدم لها حالات ثلاث لا رابعة لها ، الاولى : ان يلاحظها العقل من حيث هى هى مع قطع النظر عن العلة فانها فى هذه الحالة لا يترجح لها الوجود ولا العدم