فالمعنى ان الفيض الفائض منه الى الموجودات يرجع إليه ، وذلك يتصور بعد بطلان حدودها وفناء هويتها.
ومنها قوله تعالى : ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ) ، فان تبدل الارض والسماوات وحصول ارض بدل هذه الارض وسماوات بدل هذه السماوات انما يكون بعد فنائهما.
ومنها قوله تعالى : ( ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى ) ، فان نهاية اجل الخلقة فناؤهما.
ومنها الآيات الدالة على خراب خصوص السماء او الارض او الجبال او البحار او الكواكب او الشمس او القمر او هلاك ما على الارض.
واما الاخبار فمنها ما ذكر ذيل الآية الاولى.
ومنها ما فى الباب الثانى من توحيد الصدوق عن على بن مهزيار ، قال : كتب ابو جعفر عليهالسلام الى رجل بخطه وقرأته فى دعاء كتب له ان يقول : يا ذا الّذي كان قبل كل شيء ، ثم خلق كل شيء ، ثم يبقى ويفنى كل شيء الخ.
ومنها ما فى الخطبة ١٨١ من النهج : هو المفنى لها ( اى الاشياء ) بعد وجودها حتى يصير موجودها كمفقودها.
ومنها ما فى البحار فى الجزء السادس والعاشر عن الاحتجاج عن هشام بن الحكم فى خبر الزنديق الّذي سأل الصادق عليهالسلام عن مسائل الى ان قال : أيتلاشى الروح بعد خروجه عن قالبه أم هو باق ، قال : بل هو باق الى وقت ينفخ فى الصور ، فعند ذلك تبطل الاشياء وتفنى ، فلا حس ولا محسوس ، ثم اعيدت الاشياء كما بدأها مدبرها ، وذلك أربعمائة سنة تسبت فيها الخلق ، وذلك بين النفختين.
تتميم وتنبيه
ان المنكرين لجواز الفناء على العالم خصوا ذلك بما عدا الكائنات الفاسدات التى منها البشر ، فلا يلزمهم انكار المعاد على بنى آدم.