لما فى كتب المعتزلة ، ولذا لم يذكره المصنف لان خلف الوعيد حسن مستحسن عقلا وشرعا لكونه عفوا وغفرانا كما يأتى فى المسألة التاسعة الا ان يكون هناك جهة اخرى تقتضى العمل بما اوعده.
روى المجلسى رحمه الله تعالى فى باب الوعد والوعيد من كتاب العدل من البحار عن محاسن البرقى بالاسناد عن ابى عبد الله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجز له ، ومن اوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار ، وهذا الحديث مروى بطرق الفريقين.
ثم ان هذا الدليل وكذا الثانى يتمشى عليه العدلية ، واما الاشاعرة المنكرون للحسن والقبح العقليين فتمسكهم فى اثبات اصل المعاد كالجسمانى منه بآيات الكتاب واحاديث السنة والاجماع ، واما الحكماء فلهم طريق آخر الى اثبات المعاد الروحانى مذكور فى كتبهم.
قول الشارح : الثانى ان الله تعالى الخ ـ حاصل هذا الدليل ان الله تعالى كلف العباد وفعل بهم الآلام ، وذلك اما كان عبثا والعبث ينافى الحكمة ، واما لفوائد راجعة حاصلة للعباد ، وحصول تلك الفوائد اما فى الدنيا وذلك يستلزم العبث أيضا لان كل فائدة دنيوية فرضت يمكن ايصالها الى العبد ابتداء من دون تحمل التكليف والمشاق ، فلا بد ان يكون حصولها فى الدار الاخرى ، وذلك يستلزم البعث بعد الموت.
قول الشارح : اختلف الناس فى المكلف ما هو الخ ـ اعلم ان هاهنا ثلاثة مباحث :
المبحث الاول
ان الناس اختلفوا فى حقيقة الانسان التى يحكى عنها بانا وتخاطب بخطابات وتكلف بالتكاليف.