الامور الاضافية المنتزعة العقلية ينتزعهما العقل من امور هى بالنسبة إليهما بمنزلة الاركان ليس لهما تحقق الا بها كسائر الانتزاعيات التى تحققها بمناشئ انتزاعها.
الاول : ذات المتقدم وذات المتاخر فان العقل يحمل التقدم والتأخر بالاشتقاق على الذاتين الموجودتين بعد كمال تلك الامور وانتزاعهما منها وقبل ذلك ليست الذات متقدمة ولا متأخرة.
الثانى : وصف لا بدّ ان يكون كل من المتقدم والمتاخر متصفا به وهو الزمان فى السبق بالزمان والمكان فى السبق بالرتبة الحسية والمراتب العقلية فى الرتبة العقلية والفضيلة المحققة للشرف فى السبق بالشرف كالعلم والرئاسة والشجاعة والوجوب فى السبق بالعلية والوجود فى السبق بالطبع ويقال لهذا الوصف ما فيه التقدم فان العلة متقدمة على المعلول فى الوجوب وجزء العلة متقدم عليه فى الوجود والمعلم مثلا متقدم على المتعلم فى العلم والجنس مثلا متقدم على ما تحته فى المرتبة والقريب من صدر المجلس متقدم على البعيد منه فى المكان وزيد المتولد قبل عمرو متقدم عليه فى الزمان وفى بعض العبارات اطلاق ملاك التقدم والتأخر على هذا المعنى واخذه مع ما فيه التقدم شيئا واحدا.
الثالث : مبدأ تؤخذ نسبة المتقدم والمتاخر إليه وهو فى السبق بالزمان حد من حدوده فى الماضى او الحال او الاستقبال وفى السبق بالرتبة الحسية موضع قريب او بعيد من المتقدم او المتاخر كصدر المجلس او محراب المسجد او اوّل الصف او باب الدار او مقصد السير او غيرها وفى السبق بالرتبة العقلية بداية المراتب كالجنس العالى ان اخذ من الاعم او النوع الاخيران اخذ من الاخص وفى السبق بالشرف نفس تلك الفضيلة من حيث هى هى كالعلم فانه من حيث هو هو ونفس حقيقته ينتسب المتقدم فيه والمتاخر فيه إليه ومن حيث اتصافهما به يكون ما فيه التقدم وقد يكون المبدأ فى هذا القسم من السبق واللحوق منشأ انتزاع تلك الفضيلة ان كانت هى من الامور الاعتبارية الانتزاعية كالرئاسة فان الاختيارات والتصرفات التى هى منشأ انتزاع الرئاسة مبدأ تؤخذ نسبة المتقدم الرئيس والمتاخر المرءوس إليه فان من كان له