بالمساوى هو توقف العلم بالماهية على المساواة الواقعية لا العلم بالمساواة والحاصل ان العلم بالماهية يحصل من العلم بذات المعرف المساوى ثم يحصل العلم بالنسبة بينهما.
قوله : سلمنا لكن جاز ان يكون التصور للمفردات ناقصا الخ ـ اى سلمنا لزوم بداهة التصور بالاولوية لو كان التصديق بديهيا لكن بداهة التصور بوجه ما كافية فى ذلك فبداهة التصديق لا يستلزم بداهة التصور بالكنه التى هى المطلوبة فى المقام.
قوله : ثم يفيد غيره تصورها ـ اى يفيد الناظر والكلمتان بعد يفيد كلتاهما بالنصب مفعول اوّل وثان ليفيد.
تبصرة ـ ان هاهنا أربعة معانى : الاول الحقيقة البسيطة النورية التى حيثية ذاتها حيثية الاباء عن العدم ومنشئية الآثار ويعبر عنها فى لسان القوم بحقيقة الوجود وهى التى اختلف فى اصالتها وعدمها وهذه الحقيقة ليس لها لفظ موضوع لان الوضع يتوقف على تصور الموضوع له وهذه الحقيقة لا يمكن تصورها اصلا لوجهين ذكرهما صاحب المنظومة رحمهالله فى شرحها الثانى المفهوم العام البديهى المشترك الّذي هو عنوان لتلك الحقيقة ووجه من وجوهها ومن طريقه يشير العقل الى تلك الحقيقة وهذا هو المفهوم الّذي ينتزعه العقل من الموجودات ويحمله عليها بعد انتزاعه منها وهذا الّذي مضى القول فى بداهته وله احكام مذكورة فى المسائل الآتية ووضع له فى العربية لفظ الوجود والكون وغيرهما وفى الفارسية لفظ ( هستى ) الثالث المعنى المركب الاشتقاقى الّذي يفهم من لفظه واجدية ذات لصفة ولا يحمل المعنى الثانى على الموضوعات الا باعتبار هذه الواجدية ووضع له لفظ الموجود فى لغة العرب ولفظ ( هست ) فى لغة الفرس الرابع المعنى المصدرى الّذي وضع له فى الفارسية لفظ ( بودن ) وليس له فى العربية لفظ خاص بل يستعمل له لفظ الوجود ومرادفاته وهذا المعنى يتصور عند اعتبار العقل تلبس الذات بالوجود اذا لم ينظر إليه نظرا استقلاليا وبعبارة اخرى اذا يرى الوجود نعتا للذات مرآة للنظر فيها لا مفهوما مستقلا ثم قد اشتبه المعنى الاول بالثانى اشتباه المعنون بالعنوان وبالعكس على كثير فى كثير من الموارد واعطى حكم الاول للثانى وبالعكس وقد نبه المتأخرون