ان الندم على المعصية يكشف عن اليقين فيه ، وسيأتى إن شاء الله تعالى زيادة توضيح لهذا البحث فى مبحث الموافاة.
قول الشارح : وكذا لا يشترط فى الثواب الخ ـ لان الطاعة تقتضى الثواب الاخروى حسب وعده تعالى ، والنفع الدنيوى المترتب على الطاعة فى بعض الاحيان كصحة البدن المترتبة على الصوم وتفرج الهم المترتب على سفر الحج مثلا لا يمنع ما اقتضاه الطاعة ولا يوجب حسن خلف وعده تعالى ، فلا ينافى النفع الدنيوى المترتب على الفعل او الترك ما وعده الله تعالى به عباده فى الآخرة اذا امتثله خالصا لله تعالى ، وانما المنافاة بينهما اذا اتى به لاجل النفع لا لله تعالى وحده.
ثم يبقى الكلام فى الادعية والصلوات وقراءة الآيات والصيامات المندوبة وغيرها التى بين الشارع ترتب منافع دنيوية عليها كرفع المرض وسعة الرزق وانكشاف الهم وهلاك العدو واداء الدين وغيرها ، فهل للعامل بها ثواب فى الآخرة مطلقا أم لا مطلقا أم اذا لم يترتب ذلك النفع أم اذا قصد القربة مع ذلك ان امكن ، فالوجه هو الاخير.
ثم ان الامر فى العقاب على عكس ذلك ، فان الله تعالى اذا عذب عبده فى الدنيا على عمل فهو اكرم من ان يعذبه مرتين كما هو مضمون بعض الاخبار.
المسألة السادسة
( فى صفات الثواب والعقاب )
قول الشارح : ان الثواب نفع عظيم الخ ـ على هذا التعريف يكون التعظيم والاهانة من مقومات الثواب والعقاب ؛ فليسا خارجين عنهما حتى يحتاج الى اشتراط الاقتران ؛ لكن امثال هذه الحدود ليست ذاتية ؛ واما الاشاعرة حيث لا يوجبون على الله تعالى شيئا فلم يشترطوا هذا الامر.