والآيات اذا تدبرتها بتأييد آيات اخرى واحاديث عرفت انها بصدد بيان ان العمل الّذي صدر من العبد بلا شدّه بحبل الايمان ولا ارتباط بمبدإ الحق فى الواقع وان كان صورته كصورة عمل اهل الايمان فانما يقع بلا تأثير فى سعادة فاعله ، وهذا ينطبق على المعنى الاول.
قول الشارح : كون العمل باطلا من اصله ـ بناء على حصول الاستحقاق عند الموت او فى الآخرة لان العمل ما لم يستحق عليه الثواب باطل سواء ارتدّ قبل الموت أم لا ، ثم بالموت مع عدم الارتداد يخرج من البطلان ويتصف بالصحة والقبول واستحقاق الثواب عليه ، وهذا باطل لان بطلان العمل وحبطه معلق على الشرك والارتداد فكيف يكون باطلا مطلقا ، ولان الكلام شرط وجزاء اى الشرك والحبط وهما انما يقعان فى مستقبل العمل فكيف يكون العمل باطلا قبلهما ، فالاستحقاق حاصل حين العمل ولو فى الظاهر.
قول الشارح : او ان الثواب يسقط بعد ثبوته ـ بناء على حصول الاستحقاق حال العمل من دون الاشتراط بالموافاة ، وهذا قول بالتحابط ، ويبطل بالذى ذكره أولا من اشتراط الموافاة.
قول الشارح : او ان الكفر ابطله ـ اى ابطله فى الواقع ويكشف عن بطلانه وحبطه حين الارتداد وظهور الكفر ، وهذا على القول باشتراط الموافاة ، وهذا حق لما يأتى من بطلان التحابط المستلزم لبطلان القول بعدم اشتراط الموافاة.
المسألة السابعة
( فى الاحباط والتكفير )
قول المصنف : والاحباط باطل ـ ظاهره بطلان الاحباط وعدم التعرض لبطلان التكفير ، والمشهور بطلانهما ، وقد يطلق الاحباط على الاعم منهما ؛ ولا يبعد