بهداه مرّ على الصراط الّذي هو جسر جهنم فى الآخرة ، ومن لم يعرفه فى الدنيا زلت قدمه عن الصراط فى الآخرة فتردى فى نار جهنم.
اقول : الصراط هو ما يصل به السائر الى مقصد سيره ، ومقصد سير الانسان هو الجنة ، والامام المفروض الطاعة هو موصل الانسان الى ذلك المقصد ، وان صراط الآخرة جسر على جهنم تمثيل وتصوير للامر الاخرى فى صورة الامر الدنيوى ، وليسا مثلين فى الحقيقة ، فان العابرين على الجسر كما يعبر بعضهم سالما الى مقصده وبعضهم لعدم تحفظ نفسه يهوى فيما عليه الجسر فكذلك السائرون فى الآخرة بعضهم يقطع المسير الى الجنة وهو الّذي سار فى الدنيا على العقائد الصحيحة والاعمال الصالحة ، وبعضهم ينقطع دون المقصد ويهوى فى نار جهنم وهو الّذي كان على خلاف ذلك ، ووصف الصراط فى بعض الروايات بانه احدّ من السيف وادقّ من الشعر كناية عن عدم تمكن السائر من السير عليه بنفسه الا ان يتمسك بحبل الله المتين ، وفى بعض الاحاديث ان الله عز وجل يجعله على المؤمنين عريضا وعلى المذنبين دقيقا ، وفى احاديث كثيرة عن النبي صلىاللهعليهوآله : انه لا يجوز على الصراط احد إلا من كان معه كتاب فيه براءة بولاية على بن ابى طالب عليهالسلام ، وفى الحديث عن رسول الله صلىاللهعليهوآله : اثبتكم قدما على الصراط اشدكم حبّا لاهل بيتى.
قول المصنف : الحساب ـ ان هاهنا مطالب :
الاول الحساب فى اللغة هو العدّ والاحصاء ، والحساب يوم القيامة هو عدّ اعمال العباد واحصاؤها ليتعين الجزاء فى قبالها ان خيرا فخير وان شرا فشر ويوفى لهم على قدر استحقاقهم بحسب اعمالهم ، وقال المفيد فى اوائل المقالات : ان الحساب هو موافقة العبد على ما امر به فى دار الدنيا ، انتهى ، اى موافقته فى الجزاء على ذلك.
الثانى ان الحساب خاص لا عام كالسؤال ، قال تعالى : ( فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ ) ؛ واما قوله تعالى : ( فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌ ) : وقوله تعالى : ( وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ ) فعن ذلك اجوبة مذكورة فى التفاسير : فراجع : لكنى اقول : عدم السؤال هذا خاص بالذنوب وهذا لا ينافى السؤال عن غيرها من العقائد