جزاهم الله جزاء على هذا الاشتباه فى موارده وسيأتى بعض التنبيه عليه فى خلال المسائل إن شاء الله تعالى.
المسألة الثانية
( فى ان الوجود معنى واحد )
قول الشارح : المسألة الثانية ـ هذه المسألة قد تنعقد لفظية فيقال هل وضع لفظ الوجود لمعنى واحد فلا اشتراك لفظيا او وضع لمعان متعددة فيكون اللفظ مشتركا فيه فالبحث هكذا لا يليق بالمباحث العقلية بل هو لائق بالمباحث الادبية وتارة تنعقد عقلية فيقال هل الوجود معنى واحد فى جميع المحمولات على الذوات أم معان متعددة بحسب تعدد الذوات والماهيات بحيث يكون الوجود المحمول على الانسان فى قولنا الانسان موجود معنى والمحمول على الماء فى قولنا الماء موجود معنى اخر والقائلون بالاشتراك هم اصحاب القول الاول والقائلون بعدمه هم اصحاب القول الثانى.
ثم ان هذه المسألة كما قال صاحب الشوارق رحمهالله بديهية او قريبة من البداهة فلعل القائلين بعدم الاشتراك اشتبه عليهم الوجود المحمولى بحقيقة الوجود فانها على قول المشائين حقائق متباينة مختلفة بحسب اختلاف الماهيات وسيأتى هذا البحث فى المسألة السابعة عشرة إن شاء الله تعالى.
قوله : قد نجزم بوجود ماهية ـ مراده بها الماهية بالمعنى الاعم بقرينة مثاله بالممكن والواجب.
قوله : ونتردد فى خصوصياتها ـ اى نتردد فى ان تلك الماهية هل متخصصة بخصوصية الوجوب او الامكان او الجوهرية او العرضية او غير ذلك من الخصوصيات فالتردد فى الخصوصية مع الجزم بالوجود وكذا تغير الاعتقاد بالخصوصية مع عدم تغير الاعتقاد بالوجود كما اشار إليه الشارح رحمهالله يدلان على أن الوجود معنى واحد فى جميع الماهيات.
قوله : الثانى ـ هذا الدليل على ظاهر كلام المصنف قياس استثنائى صورته لو لم يكن الوجود معنى واحدا لم يكن العدم معنى واحدا لكن التالى باطل لان العدم معنى واحد بالضرورة فالمقدم مثله بيان الملازمة ان الوجود نقيض للعدم