وكما توجد أوامر إرشاديّة ، توجد نواه إرشاديّة أيضا ، والمرشد إليه : تارة يكون حكما شرعيّا كالمانعيّة في « لا تصلّ فيما لا يؤكل لحمه ».
وأخرى نفي حكم شرعي من قبيل ( لا تعمل بخبر الواحد ) فإنّه إرشاد إلى عدم الحكم بحجّيّته.
وثالثة يكون المرشد إليه شيئا تكوينيّا كما في نواهي الأطبّاء للمريض عن استعمال بعض الأطعمة إرشادا إلى ضررها.
النواهي الإرشاديّة كالأوامر الإرشاديّة ، فالصيغة لا تزال مستعملة في مدلولها التصوّري وهو النسبة الزجريّة ، ولكن المراد الجدّي التصديقي ليس هو الزجر والتحريم النفسي المستتبع للثواب على الإطاعة وللعقاب على المخالفة ، وإنّما المراد الجدّي منها هو الإرشاد إلى بعض الأحكام الوضعيّة كالمانعيّة والشرطيّة والفساد ونحو ذلك.
فالمرشد إليه من النهي الإرشادي على أنحاء منها :
١ ـ أن يكون المرشد إليه حكما شرعيّا وضعيّا ، كما في قوله : « لا تصلّ فيما لا يؤكل لحمه » ، فإنّه إرشاد إلى مانعيّة غير المأكول من صحّة الصلاة ويكون موجبا لفسادها.
٢ ـ أن يكون المرشد إليه نفي حكم شرعي وضعي ، كما في قوله : ( لا تعمل بخبر الواحد ) ، فإنّه إرشاد إلى نفي الحجّيّة التعبّديّة عنه ، أي أنّ خبر الواحد ليس حجّة ولا يجوز التعويل عليه شرعيّا.
٣ ـ أن يكون المرشد إليه شيئا تكوينيّا ، كما في نواهي الأطبّاء كقوله : ( لا تأكل الرمّان ) لمن كان مريضا ، فإنّ هذا النهي إرشاد إلى أنّ الرمّان مضرّ لهذا المريض واقعا وتكوينا.