المشتق
٦٤ ـ قوله : « مما يكون مفهومه منتزعا عن الذات بملاحظة اتصافها بالمبدإ ». (١)
اعلم : انّه يطلق المشتق تارة : على اللفظ المأخوذ من لفظ آخر سواء كان فعلا أو اسما ، واخرى : على ما يحكي من عنوان مطلق على الذات بلحاظ تلبسه بالمبدإ. والثاني هو المراد هاهنا فيعمّ مثل الضارب والقاتل ونحوهما.
كما انّ المفاهيم الحاكية عن الشيء المنطبقة عليه على قسمين :
أحدهما : ما ينتزع عن مقام ذاتياته بلا اتصاف الشيء بأمر خارج عنها أصلا ؛ وحينئذ يكون اللفظ الموضوع لمثل هذه المفاهيم جامدا ، كالجسم والحجر ونحوها.
ثانيهما : ما ينتزع لا عن مقام الذات ، بل عن مقام اتصافها بأمر خارج ، فاللفظ الحاكي عنها يسمى مشتقا كالضارب والقاتل ونحوهما ؛ ومن المعلوم انّ محل النزاع في المقام هو القسم الاخير وحده.
ثم انّ المتصور من النزاع في المشتق ، تارة : في تعيين معنى المادة وهو راجع الى اللغة ، واخرى : في كيفية الاشتقاق وهو راجع الى الصرف ، وثالثة في معناه الراجع الى الهيئة امّا من حيث التركيب من النسبة والذات أو الزمان ، وامّا من
__________________
(١) كفاية الاصول : ٥٦ ؛ الحجرية ١ : ٣٣ للمتن و ١ : ٣٢ العمود ١ للتعليقة.