يكشف عن أخصية المعنى كما لا يخفى.
وما قيل : من عدم التناقض بين الوقتيتين أو بين الوقتية والمطلقة فانّما هو فيما لم يكن كل منهما موقتا [ بما ] (١) وقّت به الآخر ، وإلاّ فلا اشكال في حصول التناقض كما هو واضح.
٨٩ ـ قوله : « ثم لا يخفى انّه لا يتفاوت في صحة السلب ... الخ ». (٢)
حيث انّ الاختلاف في الموارد انما يكون من حيث المادة ، وامّا بحسب الهيئة فالوضع واحد في جميع الموارد ؛ مع انّ التفصيل بين كون المشتق محكوما عليه أو محكوما به يستلزم الاشتراك اللفظي في كل من المشتقات ، وأن يختلف الوضع بحسب الحكم المتعلق به في الاستعمالات ، وهو واضح الفساد.
٩٠ ـ قوله : « الثاني : عدم صحة السلب في مضروب ومقتول ». (٣)
يحمل بالحمل الأوّلي بالنسبة الى نفس المفهوم الجامع ابتداء ، وبالحمل الشائع بالنسبة الى تعيين الفرد الذي انقضى عنه المبدأ من كونه من افراد المعنى حقيقة أم لا ، حيث انّه لعدم صحة السلب بذاك الحمل يستكشف أعمية معنى المشتق ثانيا.
ويستدل للعموم أيضا بالمشتقات المستعملة في موارد النداء والاستغاثة حال الانقضاء مثل قوله : « يا قالع الباب » و « يا فاتح خيبر » و « يا قاتل عمرو » الى غير ذلك من الامثلة.
ولكن الجواب عن ذلك : انّ مجرد الاطلاق حال الانقضاء لا يدل على كونه موضوعا للأعم إلاّ اذا كان الاطلاق بلحاظ حال الانقضاء بلا عناية في البين ؛ وامّا
__________________
(١) في الاصل الحجري ( بين ما ).
(٢) كفاية الاصول : ٦٧ ؛ الحجرية ١ : ٣٩ للمتن و ١ : ٤٠ للتعليقة.
(٣) كفاية الاصول : ٦٧ ؛ الحجرية ١ : ٤٠ للمتن و ١ : ٤٠ للتعليقة.