الاختلاف لتبادر مرتبة الانشاء من الطلب لكثرة الاستعمال فيه وتبادر الصفة القائمة بالنفس من الارادة لذلك.
١٢٢ ـ قوله : « هو اتحاد الطلب والارادة ... الخ ». (١)
وجودا ومفهوما ، خلافا للاشاعرة (٢) في كليهما. وقبل الشروع في محل النقض والابرام لا بد من تمهيد مقدمة وهي :
انّه لا بد من العلم بأنّ المفاهيم التي يتعلق الانشاء بها ـ منها الطلب والاستفهام والترجي والتمني ونظائرها مما كانت من الصفات القائمة بالنفس ـ لها أنحاء من التحقق :
أحدها : تحققها بحسب وجودها العلمي ، فاذا تعلق بها التصور تكون من الموجودات الذهنية فتنطبق المفاهيم عليها بالحمل الأوّلي لا بالشائع الصناعي. نعم يصدق العلم عليها بهذا الحمل ، وهي من هذه الجهة تكون من الكيف النفساني ـ ان كان العلم من هذه المقولة ـ إذ يترتب عليها ما هو آثار الوجود العلمي للمفاهيم.
ثانيها : تحققها بحسب وجودها الحقيقي الذي تكون هذه المفاهيم لاجل ذلك من الكيفيات القائمة بالنفس أيضا ، وتكون بحسبه من المحمولات بالضميمة. مثلا يكون الطلب بوجوده الحقيقي عبارة : عن الشوق المؤكد الموجود في النفس عقيب الداعي ؛ وهو بهذا الوجود يصدق عليه الارادة بالحمل الشائع فيكون من الأعراض المتأصلة ، وله بهذا الوجود آثار مخصوصة ما كانت له باعتبار الاول ، فهو غيره. وأيضا يكون الوجود الثاني من مصاديق حقيقة الطلب ، لا الاول كما عرفت.
__________________
(١) كفاية الاصول : ٨٥ ؛ الحجرية ١ : ٥٠ للمتن و ١ : ٥٤ العمود ١ للتعليقة.
(٢) المحصول لـ الرازي ١ : ٢٥٢.