الوضع
٧ ـ قوله : « الامر الثاني : الوضع ». (١)
يقع الكلام تارة في حقيقة الوضع ، واخرى في أثره ، وثالثة في سببه.
امّا الاول : فهو انّ الوضع ـ بمعنى اسم المصدر ـ نحو اضافة خاصة بين اللفظ والمعنى ، ويكون من الاعتبارات الصحيحة العقلائية التي هي منشأ انتزاع صحيح وليس لها ما بحذاء في الخارج حتى يكون من المحمولات بالضميمة ، وليس مجرد اختراع بلا منشأ حتى يكون من قبيل أنياب الأغوال ؛ فيكون من قبيل الخارج المحمول ومن قبيل القسم القابل للجعل من الاحكام الوضعية كالملكية والولاية ونحوها ، لا كالسببية ونحوها مما ليست بقابلة للجعل ، لانّ جعل الوضع من قبيل ايجاد السبب لا من قبيل ايجاد السببية للدلالة.
والحاصل : انّ حقيقته علقة وارتباط خاص منتزع من أسباب خاصة.
وأمّا أثره : فهو صيرورة اللفظ بحيث يكون وجودا لفظيا للمعنى يحصل بينهما نحو اتحاد بحيث يكون القاؤه الى المخاطب القاء المعنى اليه ، ولا ينفك تصور المعنى عن سماع اللفظ عند العالم بالوضع ، ولاجل غاية الاتحاد بينهما يتعاكس الحسن والقبح من كل منهما الى الآخر. وامّا الدلالة الفعلية التصديقية أو
__________________
(١) كفاية الاصول : ٢٤ ؛ الحجرية ١ : ٨ للمتن و ١ : ٩ للتعليقة.