القدماء (١) في كون الموضوع له عاما.
[ ثم ] (٢) انّ مراد القائلين بكون المستعمل فيه خاصا :
ان كان هو الخصوصية والجزئية الخارجية ، ففيه : انّ في غالب الاستعمالات يكون المستعمل فيه قابل الصدق على كثيرين ولو بالعموم البدلي كما في قولك : « سر من البصرة » و « كن على السطح » و « سر من صقع كذا الى صقع كذا » حيث انّ المخاطب لو جعل ابتداء سيره من أيّ نقطة من نقاط البصرة ومن ذلك الصقع لكان ممتثلا للمأمور به ، وليس ذلك إلاّ من حيث كون المعنى الابتدائي المدلول عليه بالحروف مأخوذا بنحو يصدق على كثيرين ؛ وامّا الجزئي في مثل قولك : « سرت من البصرة » أو في مثل قولك : « سر من نقطة معيّنة بخط مستقيم الى نقطة كذا » فانّما هو بتعدد الدال والمدلول ، بل الجزئية الاضافية في الامثلة السابقة هكذا أيضا كما لا يخفى.
وان كان مرادهم من الجزئية هي الجزئية الذهنية ، ففيه : ما يظهر الآن من فساده.
امّا بيان مرادهم فتوضيحه : انّه كما انّ الموجود الخارجي على قسمين : أحدهما : ما كان موجودا في نفسه ، وبعبارة اخرى : موجودا لا في موضوع كما في الجوهر ، وثانيهما : ما كان موجودا في غيره وهو الموضوع كما في الاعراض ؛ كذلك الموجود الذهني الذي كان متقوما باللحاظ ، حيث انّ الوجود الذهني الذي كان عبارة عن نفس لحاظ الذهن ، تارة : قد يكون موجودا في نفسه ومستقلا بالمفهومية بحسب اللحاظ ، و [ اخرى ] قد يكون موجودا في غيره غير مستقل
__________________
(١) المقصود هو القدماء من علماء العربية ، وإلاّ فالقدماء من الاصوليين لم يبحثوا المعنى الحرفي بحثا واسعا كالمتأخرين. راجع شرح الكافية للرضي الاسترابادي ١ : ١٠.
(٢) في الاصل الحجري ( و).