أو مؤخرا عنه ـ وما قدمنا التخصيص على النسخ ـ فللرجوع اليها وجه ، فتدبر.
٤٠٢ ـ قوله : « أو مع عدم اطلاعه على ذلك ... الخ ». (١)
لما ورد في الاخبار كما في اصول الكافي « انّ لله تعالى علمين علم مكنون مخزون لا يعلمه إلاّ الله وعلم علّمه أنبياءه وملائكته » (٢) ففي مثل هذا ينشأ الحكم على طبق المقتضي أو المصلحة في نفسه بلا علم لنفسه الشريفة بوجود المانع ثم بعد ذلك يظهر له المانع فيخبر بالناسخ.
ويمكن أن يكون عدم اطلاعه على ذلك ببعض مراتب نفسه الشريفة المتوجهة الى الخلق والمدبرة للعالم العنصري وان كان عالما ببعض مراتبها الاخرى المتوجهة الى الخلق والمتصلة بالعقل الفعال ، بل يكون في تلك المرتبة أشرف من جميع ما سوى الله تعالى وأول ما يستفيض من الواجب ـ بقاعدة الاشرف ـ واسطة في الفيض التي يكون جبرئيل متعلما بتعليمه. نعم يكون الروح الامين واسطة لنزول الوحي على قلب سيد المرسلين ببعض مراتب نفسه الشريفة المدبرة للكائنات الناسوتية ، فلا ينافي نزول الفيض من الملك الى النبي صلىاللهعليهوآله ، لقاعدة نزول الرحمة أولا الى الاشرف ، للزوم الطفرة بدونه.
وحينئذ فلا بأس بالالتزام بخفاء الاحكام الواقعية ببعض مراتب نفسه الشريفة وان كان عالما ببعض مراتبها الاخرى ، ويلتزم بالبداء الحقيقي بالنسبة اليه صلىاللهعليهوآله وإلاّ بالنسبة اليه تعالى والى المقام العالي له صلىاللهعليهوآله ، فلا يلزم الجهل فيه تعالى ولا تغيير الارادة ، بل الارادة الحقيقية منه تعالى كانت على وفق الناسخ ؛ والموافق للمنسوخ ليس إلاّ مجرد الحكم الصوري ؛ كما انّ المصلحة
__________________
(١) كفاية الاصول : ٢٧٨ ؛ الحجرية ١ : ١٩٤ للمتن و ١ : ١٩٦ العمود ١ للتعليقة.
(٢) الكافي ١ : ١٤٧ كتاب التوحيد باب البداء ، الحديث ٨ ؛ باختلاف يسير.