المستعمل فيه ، والنظر الاستقلالي انما هو بالنسبة الى المستعمل فيه ، وانما اللفظ في هذا النظر آلة للحاظه حتى يصير وجوده حينئذ وجودا للمعنى ، ولذا يصير مستهجنا ومستحسنا باستهجانه واستحسانه كما هو واضح. فاذا جعل المستعمل فيه شخص اللفظ الصادر لزم النظر اليه اسميا من هذه الجهة وحرفيا من حيث كونه مستعملا ، والحال انّه لا بد من المغايرة بين الوجود الحاكي والوجود المحكي عنه ، كالصورة المرآتية مع ذيها كما لا يخفى.
ثم انّ اطلاق اللفظ وارادة طبيعته منه يتصور فيه الوجهان المذكوران ، فتارة : يراد منه الطبيعة بما هي محكية به [ فيكون ] (١) المحمول حينئذ محكوما به على الطبيعة ويسري الى الفرد بما هو فرد لهما ، واخرى : بما هو وجود حقيقي للطبيعة وتتحد الطبيعة معه وجودا ، لا بما هو حاك.
١٦ ـ قوله : « لكن الاطلاقات المتعارفة ظاهرا ليست كذلك ... الخ ». (٢)
الثاني مفتقر الى عناية زائدة عن الاول وهي : ملاحظة القاء خصوصيات شخص ذاك اللفظ بعد ملاحظة الطبيعة ، بخلافه ، لعدم احتياجه ـ مضافا الى ملاحظة الطبيعة والحكم عليها ـ الى شيء آخر ولحاظ زائد كما لا يخفى ، ولكن الصواب ما عرفت.
١٧ ـ قوله : « فلا يكاد يكون من قيود المستعمل فيه ». (٣)
حيث انّ محل النزاع هي الارادة الشخصية المتحقق بها الاستعمال ، لا مفهومها ، فلو اخذت في المستعمل فيه لزم الدور.
ولا يكاد يجدي أخذ اللحاظ السابق على الاستعمال بعين هذا المحذور ،
__________________
(١) في الاصل الحجري ( يكون ).
(٢) كفاية الاصول : ٣١ ؛ الحجرية ١ : ١٦ للمتن و ١ : ١٦ للتعليقة.
(٣) كفاية الاصول : ٣١ ؛ الحجرية ١ : ١٦ للمتن و ١ : ١٦ للتعليقة.