فإذا أخذنا القضيّة التجريبيّة التالية :
تناول حبّة الأسبرين والشفاء من الصداع ، ثمّ كرّرنا هذه التجربة مرّتين ، واحتملنا في كلّ تجربة من هاتين التجربتين أن يكون الأسبرين هو علّة الشفاء ، واحتملنا أيضا أن يكون علّة الشفاء حادثة أخرى كانت موجودة عند تناول الأسبرين ، كأن يكون قد شرب الأسبرين والشاي فشفي من الصداع ، ثمّ شرب الأسبرين والنعناع فشفي من الصداع ، فهنا سوف يتكوّن لنا علم إجمالي من أربعة أطراف وهو :
١ ـ أن تكون العلّة الأخرى للشفاء من الصداع موجودة في التجربة الأولى فقط.
٢ ـ أن تكون العلّة الأخرى موجودة في التجربة الثانية فقط.
٣ ـ أن تكون العلّة الأخرى موجودة في التجربتين معا.
٤ ـ أن تكون العلّة الأخرى غير موجودة في التجربتين أصلا.
فهنا سوف يتوزّع رقم اليقين (١) على هذه الاحتمالات الأربعة فيكون لكلّ احتمال قيمة ١ / ٤ بالتساوي.
والآن علينا أن نجمع القيم الاحتماليّة لإثبات أنّ الأسبرين هو العلّة ، ونجمع أيضا القيم الاحتماليّة التي تثبت أنّ العلّة هي حادثة أخرى غير منظورة.
فنقول : فعلى الاحتمال الأوّل وهو أنّ العلّة موجودة في التجربة الأولى فقط ، فالموجود فيها هو الأسبرين فيكون قيمة ١ / ٤ لصالح علّيّة الأسبرين ؛ لأنّها الحادثة الموجودة في التجربة الأولى.
وهكذا بالنسبة للاحتمال الثاني ، فإنّ الأسبرين هو الموجود في التجربة الثانية فيكون قيمة ١ / ٤ أيضا لصالحه.
وعلى الاحتمال الثالث فإنّ الأسبرين كالعلّة الأخرى موجود في التجربتين معا ، فيكون قيمة الربع لصالحهما.
وأمّا على الاحتمال الرابع حيث يفرض فيه أنّ العلّة الأخرى غير موجودة في التجربتين فالقيمة الاحتماليّة سوف تكون لصالح الأسبرين أيضا ؛ لأنّ المفروض أنّ العلّة الأخرى غير موجودة في التجربتين.
والوجه في ذلك أنّ العلّة لو كانت غير الأسبرين لما تخلّفت في التجربتين الأولى والثانية ، فمثلا لو كانت العلّة هي الشاي في التجربة الأولى فكيف تحقّق المعلول في