ولم تكن دار العلم مدرسة حسب ، بل كان يتبعها (مخزن) فيه جميع ما يحتاجه الطالب من الأمور المادية.
وإلى جانب ذلك (خزانة كتب) حافلة عرفت بـ (خزانة دار العلم) ، وقد كانت هذه الخزانة في مصاف الخزائن الكبرى ببغداد ، ومنظمة تنظيما حسنا (١).
وهو أبوالنضر محمد بن مسعود العياشي السلمي السمرقندي المتوفى نحو سنة٣٢٠ هـ. يقول فيه الزركلي : فقيه ، من كبار الإمامية ، من أهل سمرقند ، اشتهرت كتبه في نواحي خراسان اشتهارا عظيما ، وهي تزيد على مائتي كتاب ، أشهرها تفسيره المعروف بـ (تفسير العياشي) (٢).
ويقول النجاشي في هذه الدار : أنفق أبو النضر على العلم والحديث تركة أبيه سائرها ، وكانت ثلاثمائة ألف دينار ، وكانت داره كالمسجد ، بين ناسخ ، أو مقابل ، أو قارئ ، أو معلّق ، مملوءة من الناس (٣).
وغير هذا كثير من الدور الشهيرة ، ومن أشهرها وأكبرها :
__________________
(١) يراجع : كوركيس عواد ، خزائن الكتب القديمة في العراق.
(٢) الأعلام ٧ : ٩٥.
(٣) الرجال ٢ : ٢٤٧ ـ ٢٤٨.