لذلك مستحقون ، فإن قتل حسين فأوطئ الخيل صدره وظهره فإنّه عاق مشاق قاطع ظلوم ، وليس دهري في هذا أن يُضرّ بعد الموت شيئا ، ولكن عليَّ قول لو قد قتلته فعلت هذا به ، إن أنت مضيت لأمرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع ، وإن أبيت فاعتزل عملنا وجندنا وخلّ بين شمر بن ذي الجوشن وبين العسكر ، فإنا قد أمرناه بأمرنا والسلام» (١).
كانت أيام يزيد في الحكم ثلاث سنين وثمانية أشهر إلاّ ثماني ليالٍ ، وعلى كثرة ما مرَّ بالتاريخ من المظالم والمخزيات فانها لم تترك من الذكريات الرهيبة ما تركته أيام يزيد : قتل الحسين وأصحابه ، وسبي أهل بيته .. ومجزرة المدينة المنورة ، وإباحة نسائها للجند .. ومجزرة مكة المكرمة ورمي الكعبة بالمنجنيق!!
معاوية الثاني : وقبل أن يموت يزيد أخذ البيعة على الناس لولده معاوية ولكن معاوية استقال منها بعد وفاة أبيه ، قال أبو المحاسن : «خطب معاوية بن يزيد الناس ، وقال : أيها الناس إنَّ جدي معاوية نازع الأمر أهله ، ومن هو أحق به لقرابته من رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وهو علي بن أبي طالب ، وركب لكم ما تعلمون حتى اتته منيته ، فصار في قبره رهينا بذنوبه ، وأسيرا بخطاياه ، ثم تقلد أبي الأمر ، فكان غير أهل لذلك ، وركب هواه ، واخلفه الأمل ، وقصر به الأجل ، وصار في قبره رهينا بذنوبه ، وأسيرا بجرمه.
ثم بكى معاوية بن يزيد حتى جرت دموعه على خديه ، وقال : إنَّ من
__________________
(١) تاريخ الطبري ٥ : ٤١٥ حوادث سنة ٦١ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٤١٤.