أعظم الأمور علينا علمنا بسوء مصرعه ، وبئس منقلبه ، وقد قتل عترة رسول اللّه ، وأباح الحرم ، وخرب الكعبة ، وما أنا بالمتقلد ولا بالمتحمل تبعاتكم ، فشأنكم وأمركم» (١).
ومات بعد أيام قصيرة ، مسموما!! (٢)
بنو مروان : انتقل الحُكم من بني سفيان بعد هلاك يزيد إلى مروان بن الحكم (٣) ، وكانت أيامه تسعة أشهر ، قضاها بالمشاكل ، والحروب الداخلية مع السفيانيين من جهة وابن الزبير من جهة أخرى ، وعلى قصر أيامه فقد انتهج سنّة معاوية ويزيد من سب الإمام علي عليهالسلام على المنابر ، وإيواء الجلادين أمثال عبيداللّه بن زياد ، والحصين بن نمير ، وشرحبيل بن ذي الكلاع ، آواهم وجهزهم لقتال التوابين ، وفيهم سليمان بن صرد الخزاعي (٤) ، والمسيب بن نجبة الفزاري ، وعبداللّه الازدي وغيرهم من رؤوس الشيعة ، وكانوا خمسة آلاف ، وهم أول خلق اللّه نادى بثارات الحسين عليهالسلام ، فقتلوهم ونكلوا بهم ، ولم ينج منهم إلاّ قليل (٥).
وأفضى الأمر بعد مروان لولده عبد الملك ، وكان يحكم الشام ، وعبداللّه بن
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٥٤ ، النجوم الزاهرة ١ : ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٢) مروج الذهب ٣ : ٥٤ ، الكامل في التاريخ ٣ : ٤٦٨ أحداث سنة ٦٤.
(٣) انظر ترجمته في : أسد الغابة ٥ : ١٥٢ ـ ١٥٣.
(٤) انظر : الاصابة ٢ : ٧٥ ـ ٧٦ / ٣٤٥٨ ، الاستيعاب ٢ : ٦٣ ـ ٦٥.
(٥) انظر : تاريخ الطبري ٥ : ٥٥٢ ـ ٥٦٣ ، الكامل في التاريخ ٤ : ٣ ـ ١٢ ، المنتظم ٦ : ٣٧ ـ ٣٥ ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٣٩٤ ـ ٣٩٥.